كنت سائراً بسيارتي بعد صلاة الفجر وإذا بشاب قد وضع سيارته باتجاه المشرق منزوياً خلف أحد إطارات سيارته وقد غط في سبات عميق تقدمت قليلاً وإذا بآخر قد ركن سيارته على الرصيف يتراقص على نغمات دسكو غربية صاخبة يطرب للنغمات ولا يفهم الكلمات فتذكرت بعد هذين النموذجين شباباً آخرين كنت متجهاً إليهم في تلك اللحظة قد عكفوا في بيت من بيوت الله تعالى من أجل أن يحفظوا كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم خلال مدة تبعث على العجب والدهشة. وصلت إلى المسجد الذي كنت أقصدة فرأيت أحد الذين يحاولون الحفظ وهو يقاوم النعاس ثم يسير على هذه الحال حتى يحفظ المطلوب فشتان بين من يكسب الحسنات ويدافع اللذات والشهوات المباحة، وبين من انكب على اللذات المحرمة والشهوات الفانية... هنا ثارت في نفسي العديد من الأفكار والتساؤلات التي لا تنتهي 000 فشبابنا طاقة متى ما فعلوا انتجوا ومتى ما توبعوا أثمروا لا عجب أن نسمع أن شاباً حفظ القرآن في شهر أو شهرين فلا زالت تتناقل إلى مسامعنا أخبار الحفاظ من هنا وهناك فهذا شاب حفظ القرآن الكريم في شهر وآخر يزيد عليه أو ينقص وهؤلاء شباب من هنا وهناك في مدن عديدة من بلادنا الحبيبة قد التحقوا في دورات مركزة لحفظ كتاب الله في فترة وجيزة، وهذا يعني أنه متى ما وجدت العزيمة والهمة والإقبال زالت العوائق والصعاب. هذا ما وجدناه وشاهدناه وعايشناه في الدورة المركزة الثانية لحفظ القرآن الكريم كاملاً والصحيحين خلال ستين يوماً والمقامة في جامع الشافعي تحت إشراف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في رياض الخبراء. ثلة من الشباب الجادين هممهم عالية تساموا على الشهوات وترفعوا عن الملذات ورسموا الصورة المثلى لشباب الإسلام فنحمد الله تعالى الذي أرانا من أدركوا أن في شبابنا من هم بهذه القدرة من الحفظ وبهذه القوة من الصبر والتحمل وبذل الوقت لله تعالى فنحمده حمداً ونشكره شكراً والحمد لله رب العالمين.
|