«الضياع» بين الطبلة والربابة!

عندما أفاق العالم على سقوط بغداد في يد الأمريكيين وكان الصحاف قبلها بساعات يفند وبشدة كل التصريحات الأمريكية بالسيطرة على مواقع قريبة من بغداد عندها أخذت أردد وباستمرار مقطوعة نزارية تقول:
إذا خسرنا الحرب لا غرابة..
لأننا ندخلها..
بكل ما يملكه الشرقي من موهبة الخطابة..
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة..
لأننا ندخلها..
بمنطق الطبلة والربابة..
وكنت أحورها متعمداً وأقول (بكل ما يملكه الصحاف من موهبة الخطابة) والداعي لهذه المقدمة ما قرأته للاخ خالد عبدالعزيز الحماد في عدد الاثنين 7/5/1424هـ تعقيباً على مقالة للأستاذ جاسر الجاسر وكانت وجهتا النظر تختلفان في ما إذا كان الصحاف محركاً أم أداة، وأنا هنا لا أزعم أن الصحاف هو حصان طروادة الذي أدخل الأمريكيين إلى بغداد كما لا ادعي أنه الذئب البريء من دم بغداد المغيبة في الجب، ولكن ما أريد قوله وباختصار أن الصحافة حالة عامة تجسد موهبة العرب الفذة في الخطابة، والصحاف بشخصه ليس معضلة ولكن المعضلة الحقيقية هي القاعدة التي انطلق منها هذا المثال وهي تعاطي العربي مع الوقائع وحماسته التي تفضي دائماً إلى لا شيء.
قد يكون الصحاف أضحك الملايين حول العالم وأسعد الجماهير العربية التي تهتم بالقدرة البلاغية أكثر ولكنه بالتأكيد لم يكن يمثل الشعب العراقي وإنما كان وزيراً في نظام صدام يتلقى المميزات والمسؤوليات بناءً على ذلك وهو ما يحاول بنفس موهبة الإقناع نفيه حالياً.