Tuesday 15th july,2003 11247العدد الثلاثاء 15 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لك يا من أهملت بيتك في السهر لك يا من أهملت بيتك في السهر

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة/ المحترم
تحية طيبة وبعد:
لقد اطلعت على جريدتكم الموقرة عدد يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر من العام 1424هـ الموافق للسابع والعشرين من شهر يونيه 2003م وعند توقفي في ملحق آفاق إسلامية الاسبوعي المتنوع لفت نظري مقالة للكاتب الصحفي الاستاذ سلمان بن محمد العُمري عنوانها «يرقصون على عرس العرب» ومن فترة وأنا أتمنى طرح مثل هذا الموضوع وأود في هذا المقام ان تفسحوا لي المجال ان أدلي بدلوي فيما طرحه الأخ العُمري وخاصة عندما تحدث عن المرأة فحري بنا مجتمع النساء أن نكون الأولى في المشاركة عندما تطرح موضوعات تتعلق بنا.
عندما كنا صغاراً كانت جدتي تردد كثيراً هذا العبارة وحفظناها جيداً «يرقصون على عرس العرب» ولكننا لم نفهم معناها الا عندما كبرنا وأحسسنا وعشنا معناها.
فهذا هو حال أكثر النساء في زماننا هذا حب الاستطلاع وحضور الحفلات وأكثرهن بدون دعوة!! فما خطه قلم العُمري؟ من قصص نعم هي واقعية وتحدث بين الكثير من النساء في مجتمعنا فلا أنسى زيارتي لإحدى الاخوات مريضة وتسألها زائرة لها بجانبي عن حالها فتقول إن شاء الله أخف وأحضر عرس فلان فهو ليس أخاً لها أو قريباً بل لانهم سيحضرون المطربة الفلانية ويقام الزفاف في الفندق الفلاني، حتى في فراش المرض الانسان يتمنى الشفاء للراحة وهي تفكر في الشفاء لحضور هذا الحفل لحب الفضول والاستطلاع والكثير منهن أهملت بيتها وزوجها وأطفالها من أجل المتعة والطرب ويخرجن من الحفل بلا فائدة تذكر سوى غيبة ونميمة وذم وأجزم ان أكثرهن يذهبن للحفلات ليس لصلة رحم أو إجابة دعوة صادقة ولكن لحب الاستطلاع ومشاهدة آخر الصيحات والتقليد الأعمى فلو سمعت ان حفل الزفاف سيقام في المنزل ويكون عائلياً لا طرب فيه ولا لهو سيتهاون الكثير منهن في الحضور لنقص الطرب والمتعة فهذه ظاهرة زائفة غطت على كثير من النساء حتى إن إحداهن قامت بشراء بطاقة فرح من زميلتها من أجل حضور حفل زفاف كبير وأخرى ذهبت إلى المطبعة لتقليد بطاقة فرح لتتمكن من الدخول بها والحضور لهذا الحفل.
فرسالة عاجلة لك يا أختي الكريمة يامن أهملت بيتك في السهر إلى آخر الليل في حضور هذه الحفلات وأهملت ما حثك الله على صيانته وبنائه اتقي الله في نفسك واعرفي أنك محاسبة فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته حتى ان إحدى الأمهات ابنها يئن من المرض اودعته الخادمة وذهبت إلى صالون التجميل وارتدت أجمل الملابس وتركته وذهبت إلى حفل زفاف صديقة أم جيرانها لأنه سيكون كما ادعوا حفلاً رائعاً.. فمعظمهن تودعه الخادمة.. وأخريات تودعهم عند أحد الأقارب لمشاركة من هم في سنهم وحدتهم لحين عودة أمهاتهم وبدون رقابة وماذا يحصل في هذا الاجتماع؟
اقتدي أختي الكريمة بنساء الصحابة رضوان الله عليهم في الحفاظ على بيوتهن وحمايتها.
يا من تبرجت ووضعت كامل زينتك وركبت مع السائق لايصالك إلى الحفل ومن ثم الوقوف بجانب الحفل لانتظارك لحين خروجك آخر الليل.. ما مصيرك لو قبضت روحك على هذه الهيئة؟؟ وقدماك تخطوان إلى هذه الأفراح المبالغ فيها من اللهو والطرب نعم صلى الله عليه وسلم حثنا على إجابة الدعوة ولكن هل تجاب دعوات فيها ما يغضب الله وتقضين ليلك في السهر واللهو أما لديك رقيب عتيد انتبهي لنفسك وحاسبي نفسك قبل ان تحاسبي وليكن ذهابك وحضورك محدوداً مراعية في ذلك مسؤولياتك والتزاماتك..
فإلى كل زوج دعوة صادقة بأن يحفظك الله يا من قضيت ليلك في المقاهي والاستراحات وأهملت أبناءك وأسرتك من أجل ملذاتك فأنت الراعي الأول والمسؤول أمام الله في إهمال هذه الأمانة فكم من رجل وامرأة يتمنون نعمة الأبناء فكيف لك ان تهملها وكيف لك كراعي أسرة ومسؤول تسمح لزوجتك في إهمال أبنائها والذهاب إلى هذه الحفلات وبدون دعوة والسهر إلى آخر الليل من أجل المتعة واطلاق الضحكات التافهة وأوكلتم رعاية أبنائكم لمن لايستحقون الرعاية وليكن رأيك سديداً في الحد من هذه الظاهرة «يرقصون على عرس العرب» وأنت أيتها المرأة كفي عن الفضول واشغلي نفسك بابنائك وزوجك ورعايتهم حق الرعاية ولايكون شغلك الشاغل حب الفضول والمبالغة في المظاهر فهل من مجيب؟ مع الشكر للاستاذ العُمري على إثارة هذا الموضوع.
والله من وراء القصد.

والدة مشاري العلي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved