|
|
تشكل إقامة مناسبات أفراح الأعراس، ملتقىً اجتماعياً كبيراً، ويشهد التاريخ القديم لهذه الاحتفالات بالعديد من النجاحات، التي تحققت وتتحقق منافعها من خلال ملتقيات اجتماعية تجمع الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء والأحبة، من خلال منظومة واحدة، منظومة اجتماعية ملؤها المحبة والألفة، تجمع بين القاصي والداني، فضلاً عن مطلب رئيس وهو تقديم التهاني والتبريكات، والدعوات الخالصة من القلب لأهل الدعوة، بأن يوفقهم العزيز العظيم، بعلاقة زوجية تملي لهم حياة سعيدة هنيئة، وأن يرزقهم الكريم، المال والبنون، زينة الحياة الدنيا، لكن المؤسف له، أنه بقدر ما أن عملية بعث الدعوات، تصل إلى أكبر شريحة من المعارف والأصدقاء، دون نسيان أو إهمال أحد منهم، والذي يشكّل هماً وهاجساً كبيرين لأصحاب الدعوات، فهي بالمقابل أضحت ومع الأسف الشديد أيضاً تشكّل عبئاً كبيراً على متلقي تلك الدعوات، بخلاف ما كان يشكّل في الماضي من فرحة منتظرة وبفارغ الصبر، من قبل المدعوين لتلك الحفلات، انتظاراً لاستلام تلك الدعوة، بعد أن يعلن في أوساط ذلك المجتمع الصغير البسيط، أن ذلك الداعي - فلاناً أو علاناً من الناس - قد أقدم على الزواج، فما هو يا ترى، الذي قلب تلك الموازين، الموازين الاجتماعية ذات الطابع الإسلامي الصرف، فقد أصبح موضوع تلقي دعوات الزواج، يشكّل لدى غالبية المجتمع هماً كبيراً، والتساؤل هنا: هل يا ترى السبب هو عدم الرغبة في تناول وليمة الفرح، بعد أن كان ينتظر لمثل هذه الوليمة بفارغ الصبر، فضلاً عن الرغبة الشديدة في الالتقاء بالأحبة والمعارف، أم أن تعدد وتقارب إقامة هذه الاحتفالات سبب رئيس في إيجاد هم لدى المدعوين، أم أن متطلبات الحضور لهذه الاحتفالات تشكّل عبئاً اقتصادياً على هؤلاء المدعوين، أم أن أيضا غالبية الناس أشغلت نفوسها بأمور دنيوية، أبعدتها عن التواصل نحو هذا التكافل الاجتماعي المطلوب؟! إنها قضية تستحق الدراسة والبحث، وعلى كافة استشاريي وأخصائيي علم النفس والاجتماع، بحث مثل هذه القضايا، والإسراع في نشر إرشادات توعوية تأخذ فيها تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف حيزاً كبيراً من التحفيز والإرشاد والتوجيه، كما كنا سابقاً ونظل إن شاء الله مجتمعاً متحاباً ومتماسكاً تسوده الألفة والمحبة، وحب الخير للآخر. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |