يُعد قطاع التعليم من أكبر قطاعات الدولة، ولذا لا يخلو مجلس من مجالسنا من معلم أو أكثر، بل قد لا يخلو بيت من مدرس أو مدرسة..
تجمعني بالاخوة المدرسين مناسبات كثيرة ولكوننا جميعاً نشترك في الهم، مدرسين وأولياء أمور فغالباً ما يدور ولو جزءا من حديث المجلس عن التعليم والطلاب والمدرسين.
وإنني في الأسطر التالية أنقل بعض تلك الأحاديث التي ربما تكون أحاديث مجالس ليس لها من الحقيقة نصيب وربما تكون أحاديث حقيقة وفي كلتا الحالتين الفائدة مرجوة من تلك الأحاديث، أورد تلك الأحاديث دون مسؤولية إنما هي أحاديث بالتأكيد أن جلها حقيقة ولكن لا يخلو الأمر من المبالغة أحياناً.
إن أهم النقاط التي يثيرها هؤلاء المدرسون هي:
1- يؤكد البعض أن مسألة «التربية مغيَّبة» تماماً فالمسألة تعليم (وأعتقد أن هناك فرقاً بين التعليم والتربية).
2- حس الانتماء للأمة والوطن غير مدرك لدى المدرسين.
3- تمييز الطلاب أصحاب الأفكار الغريبة والطلاب أصحاب الأفكار البناءة لا يعني المدرسين لا من قريب ولا من بعيد، بل إن بعض المدرسين يسمع من بعض الطلاب أقوالا تدل على فكر غريب ومع ذلك لا يحاول تصحيح ذلك.
4- رفع الكلفة بين المدرس والطلاب ظاهرة انتشرت في كافة مدارسنا من الابتدائي وحتى الثانوي وهذا أعتقد أنه خلل تربوي يحتاج إلى معالجة.
5- اهتمام مراكز التوجيه بالأشياء الشكلية دون الجوهرية أوجد مدارس غير مسؤولة تسعى إلى نيل الدروع وشهادات التقدير بحجب المشاكل التي تدور داخل أسوار المدارس من أجل ان يقال هذه مدرسة وإدارة متميزة.. بينما المدارس والإدارات التي ترفع ما لديها من مشاكل لمراكز التوجيه وإدارات التعليم بغية المشاركة في حلها تصنف في الدرجات الدنيا من سلم التقدير.
6- يشير بعض المدرسين إلى أن هيبتهم باتت في مهب الريح نظراً للمواقف غير المنصفة من قبل الوزارة وإدارات التعليم إذا حصل مشكلة بين مدرس وطالب.
قضايا كثيرة يثيرها هؤلاء المدرسون الذين نقدر لهم جهدهم وإن كنا نرى أن بعضهم لا يرتقي الى أن يكون مربياً وربما معلماً فقط، وهذا في نظري ليس ذنبه وإنما الذي يتحمل المسؤولية من أسند إليه المهمة وهو لم يتأكد من مقدرته التربوية لا التعليمية.
ولعلمي أن معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد حريص على التطوير منذ أن تولى حقيبة وزارة المعارف منذ أكثر من ثماني سنوات وطموحه كبير وإن كان حتى الآن لم يحقق ما نصبو إليه وما يصبو إليه معاليه أيضاً، فإنني بمناسبة التسمية الجديدة «التربية والتعليم» هذه التسمية التي تؤكد تلازم التربية والتعليم أحرر هذه الأسطر التي بالتأكيد ليست «كل» هموم المدرس ولا هموم أولياء الأمور ولكنها إشارات تفتح باب العمل ولنكون كما يقال «أبناء اليوم».
إن المرجو من هذه الوزارة أن تعمل على مسألة التربية فلا فائدة من علم بلا تربية وإن أشد ما يؤلمنا تهميش دور المكتبة المدرسية حتى صارت وقتاً للراحة ويزعجنا عدم الاستفادة من الرحلات المدرسية التي يعتقد البعض بأنها للنزهة...!!
إن مما يؤكد أن لا تربية في مدارسنا سلوكيات هؤلاء الطلاب والطالبات بدءا من احترام المدرس والمدرسة مروراً بعلاقات الطلاب مع بعضهم البعض، ولك أن تتعرف على هذه المشكلة بالاستماع إلى أحاديث هؤلاء الطلاب والألفاظ البذيئة التي يستخدمونها.
إن قضية التربية مقدمة على التعليم بلا شك، لهذا فإن الحاجة ملحة إلى إيجاد جيل من المدرسين والمدرسات يعون هذه الأهمية.. أهمية التربية وأن لا رقي لمجتمع مهمل لجانب التربية في المسألة التعليمية.
وبعد...
هي أسطر حررتها بغية المشاركة في إيجاد حوار تربوي مع من يعنيهم الأمر من أجل الخروج بنتائج تعود على أبنائنا وعلى وطننا بالخير والفائدة.
|