بالتزامن مع الأزمة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء محمود عباس أبومازن اطلقت اسرائيل حملتها ضد عرفات من باب تأجيج نيران الأزمة الفلسطينية/الفلسطينية في محاولة أخرى منها لعزل عرفات..
ويفعل الفلسطينيون خيراً ان هم تجاوزوا خلافاتهم أو حصروها في إطار لا يسمح لامثال شارون وغيرهم بدس أنوفهم فيها..
ولطالما راهنت اسرائيل على الخلافات بين الفلسطينيين ولطالما سعت لتفجيرها باعتبار ان الانقسام الفلسطيني هو الحالة المثلى التي تتطلع اليها اسرائيل لأن التوتر الفلسطيني يدفع بالمطالب والحقوق بعيداً عن الأولويات ويتيح لاسرائيل تنفيذ مخططاتها الاستعمارية واقامة المزيد من المستوطنات وفرض وقائع جديدة على الأرض تزيد التعقيدات القائمة أصلاً في سبيل البحث عن تسوية.
وفي الأزمة الراهنة بين عرفات وأبومازن أسهمت اسرائيل في تعقيد الوضع من خلال المماطلة في الافراج عن الأسرى ووضع شروط مستحيلة للافراج عنهم واستبعاد سجناء من فصائل معينة من عمليات الافراج، الأمر الذي وضع المزيد من العراقيل أمام خطة السلام المسماة خريطة الطريق.
وبينما توقفت مساعي السلام الخاصة بخريطة الطريق انطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون لترويج مخططاته لعزل عرفات، حيث ركزت زيارته الحالية لبريطانيا على هذا الأمر.
وينبغي أن ينبه ما يفعله شارون حالياً الفلسطينيين الى خطورة ما يدبره الاسرائيليون، وإذا تسنى لشارون تحقيق ما يسعى اليه بشأن عرفات، وهو أمر مستبعد، فإنه سيستهدف في المرة القادمة أبومازن الذي يمتدحه شارون حالياً من باب النيل من عرفات والتقليل من شأنه.
|