لقد ظلت الخطوط الجوية العربية السعودية لسنوات طويلة ولا تزال المنفردة بالنقل الجوي الداخلي هذا التفرد الذي ظل سنوات طويلة قبل الموافقة مؤخراً على انشاء شركات نقل داخلية جعل الخطوط السعودية لا تسعى إلى كسب الراكب، بل قد تواجه الراكب أحياناً الكثير من المصاعب سواء في تأخر الاقلاع إلى ساعات طويلة أو حتى الحصول على خدمة جيدة، ومع ذلك لا نرى الخطوط تقدم اعتذارها أو حتى تلجأ إلى التعويض كما هو الحال في الكثير من شركات النقل الجوية الدولية أي انه «مالك إلا خشمك ولو هو أعوج»!!
كنا نظن ان «البيروقطراطية» وتعقيد الاجراءات ترتبط ببعض الأعمال في إدارات القطاع العام الا ان من يراجع الخطوط السعودية يرى ذلك واضحاً من خلال الخطوات الطويلة الذي يمر بها المراجع من صور هذه «البيروقراطية» ان الموظف الحكومي عندما يمنح من قبل الجهة التي يعمل بها مثلاً أمر إركاب لحضور ندوة أو دورة أو حتى مشاركة رسمية فإن ذلك الموظف لا يمكنه ان يستخرج التذاكر إلا في مكتب الخطوط السعودية الموجود في الجهة التابع لها.
حيث تخصص الخطوط السعودية مكاتب لها في بعض الاجهزة الحكومية الكبيرة، تصوراً ان الموظف اراد ان يصدر التذكرة في الساعة الخامسة مساء ورحلته الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. هل يذهب الى المكتب التابع له الذي يقفل الساعة الثانية والنصف ظهراً؟!!
الكثير من الموظفين والاطباء عانوا كثيراً من هذه «البيروقراطية» المملة التي تصعب ولا تسهل وتضيف على المستفيد من خدمات الخطوط السعودية اعباء اضافية قد تفقده الرحلة نهائياً!!
الغريب في «بيروقراطية» الخطوط السعودية انها تمنح الراكب الذي يقل عمره عن «12» عاماً تخفيضاً على الخطوط السعودية يصل إلى 50% هذا التخفيض لا يكون ساري المفعول عندما يكون عمر الطفل احدى عشرة سنة ويوم واحد فقط بحجة ان الطفل الذي حصل على هذا التخفيض الكبير قد لا يسافر الا بعد سنة وهي مدة صلاحية التذكرة أي بعد ان يكون عمره «12» سنة ويوم واحد فقط.
رغم ان بالامكان وضع ضوابط يمكن تلافيها ليتمكن الراكب من الاستفادة من هذا التخفيض!!
نقطة أخرى عندما يكون لدى الشخص مثلاً تذكرة من الرياض إلى مدينة أخرى في المملكة ويريد ان يغير خط السير يمر بمدينتين بدلاً من مدينة واحدة فقط يقوم موظف الخطوط السعودية باصدار تذكرتين أو ثلاث تذاكر مثال: اذا كان الراكب يريد ان يكون الخط الجديد الرياض، جدة، المدينة، الرياض يقوم الموظف بصرف تذكرة الرياض، جدة وتذكرة اخرى جدة المدينة وتذكرة ثالثة المدينة الرياض حتى يحصل على رسم قدره «30» ريالاً عن إصدار التذكرة فبدلاً من رسم واحد فقط قد يعمد موظف المبيعات الى إصدار أكثر من تذكرة حتى يحصل على رسم اصدار للتذكرة وهو «30» ريالاً.
هذا من جانب ومن جانب آخر يروي لي صديق قدم من الظهران إلى الرياض وتأخرت الرحلة أكثر من ثلاث ساعات وادخل الركاب أكثر من مرة إلى الطائرة واخرجوا منها وعندما طلب بعض الركاب استرجاع كوبوناتهم لعدم رغبتهم في الاستمرار في هذه الرحلة رفض موظف الخطوط السعودية المتواجد في المطار وأوضح بأن أي راكب سيغادر ستلغى تذكرته.
يا سبحان الله أكثر من ثلاث ساعات متواصلة من الطائرة إلى الصالة ومن الصالة إلى الطائرة دون أي كلمة اعتذار من الخطوط وبعد هذا كله تلغي تذكرة الراكب الذي لن يسافر؟؟
نتمنى من الخطوط السعودية ان تحذو حذو الشركات العالمية في التعامل مع الراكب باسلوب أكثر حضارية وأكثر اهتماماً.
فكثير من شركات الطيران تعوض الراكب اذا غيرت خط سيرها المحدد وتعوضه اذا حصل أي تقصير منها، كما انها تخصص للرحلات المتأخرة الفنادق ليرتاح الركاب.
أما خطوطنا العزيزة فتتأخر ساعات عن الاقلاع ولا تسمع الاعتذار الا مرة واحدة في الاذاعة الداخلية للمطار حتى الموظفون العاملون في الصالات، لا يتعاملون مع الركاب الذين تتأخر رحلاتهم بالشكل المطلوب.
ان بعض الركاب قد يكون مريضاً وقد يعاني من امراض مزمنة قد يتأثر من جراء اللامبالاة التي يمارسها ممثلو الخطوط السعودية في المكاتب والمطارات أو حتى في الفضاء!!
ان الخطوط السعودية اذا كانت ترغب في المنافسة دولياً ومع شركات الطيران الاخرى، عليها إعادة النظر في الكثير من اجراءاتها، ومنها مكاتبها في الخارج التي يوجد بها موظفون لهم سنوات طويلة تزيد على «15» عاماً دون تغيير!!
ان ظهور شركات وطنية للنقل الجوي سيساهم في زيادة المنافسة وتطوير الخدمة المقدمة وخاصة ما يتعلق بالنقل الداخلي.
أما ما يتعلق بالسفر للخارج فإن الخطوط السعودية هي التي ستنفرد بهذا وبذلك فقد لا نرى تغييراً في اسلوب الخدمة المقدمة التي نأمل ان تتغير.
ص ب 86923 الرياض 11632
| 
