يقوم مركز الأمير فيصل بن بندر لعلاج الأورام بدور رائد منذ افتتاحه يوم الأحد الموافق 14/6/1419هـ، تجاه علاج مرض الأورام بمنطقة القصيم والمناطق المحيطة بها حيث سجل حتى عامنا هذا ما يقارب من 9000 زيارة للمرضى من خلال كافة العيادات المتنوعة والمختلفة بالمركز لأجل التشخيص والعلاج. وكان سرطان الثدي هو واحد من أهم الأورام وأكثرها شيوعاً في منطقة القصيم ومن ثم الأكثر تردداً على المركز.
وقد أثبتت دراسة حديثة نشرتها المجموعة الأمريكية للأورام (ASCO) مؤخراً من خلال د/ شاد سليم أختر مساعد مدير مركز الأمير فيصل بن بندر لعلاج الأورام وعضو المجموعة الأمريكية للأورام أن غالبية مرضى سرطان الثدي الذين ترددوا على المركز لأجل العلاج في مراحل متقدمة من المرض ويشكلون نسبة 60% من إجمالي حالات سرطان الثدي بالمقارنة إلى 10 - 20% في أوروبا وأمريكا وقد عزت تلك الدراسة ذلك إلى كون المرأة السعودية تتأخر في الاستشارة الطبية أو عدم إلمامها بالطرق المثلى للفحص الذاتي للثدي أو نتيجة لاختلاف بيولوجيا الخلايا في سائر أقطار العالم.
ومن هذا المنطلق كانت توجيهات سعادة الدكتور / هشام محمد ناضرة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم ومدير مركز الأمير فيصل بن بندر لعلاج الأورام بالقصيم وسكرتير لجنة الإشراف العليا بالمركز بضرورة إيجاد وسيلة لحل تلك المشكلة بالتشاور مع الفريق الطبي بالمركز وبعد معاودة اللجنة التنفيذية بمركز الأمير فيصل بن بندر لعلاج الأورام، تولدت فكرة إقامة عيادة مبتكرة وفريدة من نوعها على مستوى المملكة العربية السعودية وهي عيادة تهتم بصحة الثدي من خلال فريق طبي يتألف من التخصصات المختلفة شاملاً الأورام، الجراحة، الباثولوجي، وبالتعاون مع قسم الأشعة التشخيصية.
يقوم هذا الفريق الطبي المتكامل بأخذ تاريخ المرض كاملاً لأي مريضة يتم تحويلها من كافة أرجاء منطقة القصيم والمناطق المحيطة بها وإجراء الفحص الطبي الدقيق وأخذ عينات من أي أورام بالثدي عن طريق إبر الشفط الدقيقة وإجراء كافة أنواع التحليل الباثولوجي لها من خلال أحدث الأجهزة، وذلك بعد تأكيد الفحص الإكلينكي بالفحص الإشعاعي بكافة أنواع أجهزة الأشعة التشخيصية الحديثة المتوفرة من خلال قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد التخصصي، شاملاً جهاز فحص الثدي بالأشعة، جهاز الموجات الصوتية، وجهاز الرنين المغنطيسي.
ولا يقتصر دور تلك العيادة المميزة على الفحص والتشخيص ولكن لها دور رائد في التثقيف الذاتي للمرأة السعودية من حيث كيفية فحص الثدي بالطريقة المثلى بصورة دورية، وما هي الأعراض التي تستدعي من المرأة سرعة معاودة الطبيب لأجل التشخيص المبكر لأي ورم بالثدي.
وقد تم افتتاح العيادة بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض تم وضع البروتوكول الخاص بها من حيث التشخيص والفحص والمتابعة، وحتى الآن تم مناظرة ما يقرب من مائة وثمانين حالة تعاني من أعراض مختلفة بالثدي وتم إجراء الفحص الإكلينيكي الكامل لها مع إجراء فحص للثدي بجهاز الأشعة الخاص بفحص الثدي، ثم إجراء موجات صوتية على الثدي وأيضاً رنين مغنطيسي إذا كانت الحالة تستلزم هذا الإجراء، وبعد الانتهاء من الفحص الإشعاعي تم أخذ عينات بالإبر الدقيقة وتم وضع التشخيص الدقيق للحالة، ثم يتم توزيع الحالات تبعاً لاستراتيجية العلاج أما للجراحة أو لقسم الأورام أو عند ثبوت عدم وجود سرطان يتم رجوع الحالة إلى المركز الصحي الذي حولت منه لغرض المتابعة، هذا وقد تم التأكد من إصابة أربع حالات فقط بسرطان الثدي، وهذه العيادة في نمو مستمر من حيث كم الحالات المترددة عليه سواء من في المستشفيات أو المراكز الصحية أو مراكز العلاج الخاصة.
هذا وقد اقترح سعادة المدير العام الدكتور / هشام محمد ناضرة لأجل أداء أفضل لتلك العيادة الفريدة لصحة الثدي إمدادها بأحدث جيل لأجهزة فحص الثدي بالأشعة مما سيكون له الأثر الأكبر في دقة اكتشاف وتحديد ماهية أورام الثدي.
|