في الصَّيف تنشط «السِّياحة»، ومنذ غدت السِّياحة «صناعة» فإنَّها تحتاج إلى دعاية وإعلان، وما دخل الإعلان والدِّعاية من باب إلاَّ ونشط أمر البحث عن مفاتيح هذا الباب تلك التي يتوخَّى فيها: المناسبة، والمتانة، والتَّطابق، وأبواب الإعلان والدِّعاية إن لم تفضِ إلى ما يناسب الموضوع، والموقع، وما يصل بقوة إلى الهدف من موضوع السِّياحة والوصول إلى مواقعها، وإن لم يحقِّق الإعلان والدِّعاية توافقاً مع مضمون موضوعات وأهداف السِّياحة فإنَّها بلا ريب تتحوَّل إلى إفضاء هدر، وتبديد، بل ضياع للهدف من تنشيط السِّياحة سواء ببرامج ثقافية، أو سياحة مواقعية، أو وقوف على تراث المنطقة التَّأريخي في شتَّى قنواته وآلياته ووسائله.
لذلك فإنَّ صناعة السِّياحة تتطلَّب من الشَّركات الحذر من التَّفريط بأهداف السِّياحة فإن وُضعت برامج فلا بد من تنظيمها، واختيار المواقع المناسبة لها، بل الشَّخصيات التي تشترك فيها، فإن أُحسن اختيار الأسماء المشاركة، فلا بد من إحسان التَّعامل مع ضيافتهم، وتقدير التَّعامل مع احتياجاتهم، فنجاح «السُّمعة» أهم بلا شك في تصعيد دافع الإقبال على ارتياد الزِّيارة، والتَّرفيه، بل التَّثقيف والتَّجول في «سياحة» مرافق المدن داخل بلاد تضع للسِّياحة «الآن» أهدافاً أوَّلها داخلي، وثانيها خارجي، وكلاهما في خدمة الوطن اقتصادياً وثقافياً، فهل شركات الدِّعاية والإعلان، وشركات الإشراف على برامج النَّشاط باختلافه وتعدد توجهاته تضع في حسبانها إلى جانب الجانب الرِّبحي، والعائد الاقتصادي، جانب العائد المعرفي، وتجربة التَّعامل مع المتفاعلين مع برامجها سواء في مضامين الأخذ أو العطاء في أمر «الأنشطة» التي تكثر وتتعدَّد وتختلف موضوعاتٍ، ومواقعَ، وعناصرَ بشرية، تلك التي تخصُّها؟! أو التي تُرصد لها؟!... إنَّ صناعة السِّياحة تتطلَّب صناعة «معلومة»، و«سمعة» فكيف هي تطلُّعات كلِّ من له علاقة بأمر السِّياحة ممَّن يصنعون لها الدعاية ويعلنون عنها ليس فقط عن وسائل الإعلام، بل عن أساليب التَّعامل؟
|