روافد لتنمية الموارد البشرية في الطائف
د. علي بن ناصر الغفيص

على الرغم من أهمية مضامين زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في تجسيد خصوصية العلاقة بين قادة هذه البلاد وأهلها وتفردها في تكريس قيم الأسرة الواحدة وروابط التراحم والتواصل، إلا أن لها بعداً لا يقل أهمية على صعيد التنمية المتوازنة التي حرصت قيادتنا الرشيدة أن تشمل كل أرجاء الوطن ويعم خيرها المواطن السعودي أينما كان.
إن نظرة سريعة إلى خريطة توزيع منجزات ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتؤكد كيف حرصت الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- على أن تصل خيرات البلاد إلى المواطن السعودي في كل مدينة ومحافظة، وأن ينال حظه من خدمات التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية وفرص الحياة الكريمة.
وفيما يتعلق بقطاعات التعليم بشكل عام والتعليم الفني والتدريب المهني على وجه الخصوص، كان الحرص مضاعفاً على أن تنال مناطق المملكة المختلفة نصيباً عادلاً من بنيات التعليم الفني والتدريب المهني الأساسية لاتاحة الفرصة لأبناء هذه المناطق للتعليم والتدريب والتأهيل في اطار خطط التنمية البشرية الشاملة.
وكم يسعدنا في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني أن يكون من بين مشروعات التنمية التي يدشنها سمو ولي العهد خلال زيارته لمحافظة الطائف مشروع الكلية التقنية الجديدة.
وهو تدشين لثلاث كليات تقنية أخرى في القنفذة والدوادمي وحفر الباطن.
وستضم هذه الكليات أقساماً وتخصصات تقنية هي الحاسب الآلي والالكترونيات والتسويق وستجهز بأحدث الوسائل التدريبية - بإذن الله تعالى - وتأتي هذه المنجزات الجديدة في سياق التوجه الحكيم نحو التوسع في التعليم الفني والتدريب المهني المتخصص الذي يلبي متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل الحقيقية من العمالة الوطنية التي تمتلك المهارات الفنية الضرورية للمهن والوظائف في سوق العمل.
إن أهمية اقامة مثل هذه المشروعات في مناطق المملكة لا تقتصر على هذا الدور الأساسي الحيوي، بل هي أيضا رافد مهم في التنمية الكلية لمجتمع المنطقة، ففي وقت أصبحت فيه كليات ومعاهد ومراكز التعليم الفني والتدريب المهني قادرة ومؤهلة على تحقيق المواءمة بين برامج التدريب والاحتياجات المحددة لسوق العمل من الأيدي العاملة، فإن وجود هذه الكلية في المحافظة يساعد على تحقيق هذه المواءمة في بيئة العمل المحلية، ويمكن أن يلبي احتياجات أصحاب العمل في المحافظة من تخصصات ومهارات معينة من خلال برامج تدريب تتم صياغتها خصيصاً لتلبية هذه الاحتياجات بالتعاون مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
ان تشريف صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز افتتاح هذه الكليات مصدر فخر واعتزاز لمنسوبي المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نزف التهنئة لأهالي محافظات الطائف والدوادمي والقنفذة وحفر الباطن وشبابها المتطلع للعمل والعطاء بافتتاح هذه الصروح التنموية الجديدة التي تضاف إلى مكتسبات كثيرة تحققت للمواطنين في هذه البقع الغالية من وطننا الحبيب.
نسأل الله تعالى أن يمن على بلادنا بمزيد فضله ويحفظ لها قادتها وأمنها انه سميع مجيب.