في مواجهة الزمرة الضالة، التي تسعى لتعكير صفو الأمن في الوطن، بقتلهم الأبرياء، ونسفهم عامر البناء، يسجل التاريخ في صفحات الفخار أمجاد أولئك الأبطال الشرفاء الذين تصدوا لحماية الوطن من مكائد تلك الزمرة بكل جسارة وفدائية، واسترخصوا النفس والنفيس في الذود عن الوطن، فمنهم من قضى نحبه ومضى الى جنة الفردوس الأعلى «مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا» ومنهم من لا يزال يرقد على الأسرة البيضاء يتلقى العلاج في أرقى المراكز الطبية برعاية كريمة من الدولة، نسأل الله لهم عاجل البرء والشفاء، والعودة سالمين الى أهليهم وذويهم، واستئنافهم أداء الواجبات المنوطة بهم قبل وطنهم.
ويأتي الأمر الملكي الكريم في شأن هؤلاء قمة في الوفاء والعطاء من دولة تقدِّر للمخلصين من أبنائها دورهم البناء في الحفاظ على أمن المجتمع والمواطن، إذ تضمن الأمر السامي منح الشهداء والمصابين وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، ونوط الواجب، وترقية كل منهم إلى الرتبة التالية لرتبته، طبقا لأعلى مربوط للرتبة الجديدة مع كافة البدلات، كما لو كان الواحد منهم حياً على رأس العمل، وتسديد ديونهم في حدود خمس مئة ألف ريال لكل حالة، ومنح كل من الوالد والوالدة معاشاً دائماً قدره ثلاثة آلاف ريال لكل منهما، إضافة إلى منحة سكن قدرها خمس مئة ألف ريال لمن يثبت أن الشهيد أو المصاب هو العائل الوحيد لوالديه.
وهذا التقدير الفائق السخاء لم يعهد له في غير هذه البلاد نظيراً مما يؤكِّد تثمين القيادة هنا لمواقف الرجال المخلصين لوطنهم العاملين على أمنه وسلامته، والحريصين على بنائه ونمائه، ويأتي مطمئنا كل مواطن شريف في كل موقع أن الدولة هي عائل من فقد عائله، وهي سند من لا سند له، تلتزم برأب الصدع وتضمن للجميع حياة كريمة تتناسب وجهد كل مواطن في خدمة وطنه ونفسه.
وإذا كانت الغبطة مشروعة بين المسلمين على المكارم والفضائل، فإن الكثيرين يغبطون هؤلاء الأبطال من الشهداء والمصابين على ما نالوا من ثواب الدنيا والآخرة، في هذا المجتمع الذي سيظل الإسلام له دستوراً، ورعاية القيادة للشعب ديدنا.
| 
