في دراسة ميدانية حديثة صدرت في بريطانيا ارتفع صوت الفطرة البشرية السليمة ينادي بإصلاح وضع المرأة، فقد أثبتت الدراسة أنَّ الانشطار الخطير في الأسرة الغربية بصفة عامة من خلال «الأنموذج البريطاني» إنما هو بسبب ضياع دور المرأة الحقيقي داخل الأسرة، وأنَّ إخراج المرأة من بيتها إلى ميادين العمل العامة ومزاحمة الرجال فيها دون ضوابط هو السبب في الانحراف السلوكي الهائل في المجتمعات الغربية، الذي أدَّى إلى انحراف أخلاقي كان وما يزال سبباً في مظاهر العنف، والجريمة التي تقض مضاجع الناس في الدول المتقدمة، بعد أن أصبحت ظواهر عامة لا تنكر.
وهذه الدراسة الميدانية الحديثة سلسلة في عددٍ من الدراسات الصحيحة القائمة على ملامسة الواقع المعاش دون انشغال بتنظير المؤتمرات وقراراتها التي تشطح في أحيان كثيرة بعيداً عن حقيقة ما يجري في المجتمعات.
نتائج هذه الدراسة تؤكد أن المرأة تُذْبَح في محافل «التحرير» المزعومة ذبحاً لا يمكن أن يوصف إلا ب«الجريمة» وهل يكون الذبح بغير حقٍ إلا جريمة تنكرها كل القوانين والأعراف البشرية.
كما تؤكد أنَّ الأسرة في الغرب تصدَّعت وانهارت بسبب خروج المرأة من بيتها، وانهارت بذلك العلاقات الاجتماعية القوية، وفقد الإنسان الأمن الاجتماعي، وأصبح الأبناء والبنات كالريش المتناثر في مهب الرِّيح، يتطاير في فضاءٍ مليء بالأتربة، والأبخرة السامة، والجراثيم.
وتؤكد الدراسة أيضاً أن الانهيار النفسي بسبب تفكُّك الأسرة وخروج المرأة من بيتها خروجاً ظالماً، يسيطر على أعداد كبيرة من أطفال المجتمعات الغربية، والمراهقين من الجنسين، وتؤكد أنَّ هنالك جموداً عاطفياً هائلاً، وشعوراً باليأس من الحياة الحرة الكريمة يسيطر على ملايين النساء اللاتي ساقهنَّ وهم «التحرُّر» إلى جميع ميادين العمل التي لا تناسبهنَّ أبداً مهما حاول دعاة «التجرير» وليس «التحرير» إيهامهنَّ بذلك.
ولا شك أن هذه الدراسات الميدانية المهمة جديرة بأن تلفت أنظار المسلمين إلى نعمة «التماسك الأسري» التي يعيشونها، وإلى خطورة دعوات «تجرير» المرأة إلى مواقع لا مكان لها فيها بحكم تكوينها وفطرتها.
إن الأصوات التي تنادي في عالمنا الإسلامي بخروج المرأة من بيتها ومساواتها بالرجل في ميادين الأعمال المختلفة ما هي إلا صدى لتلك الأصوات التي نادت بذلك في الغرب، وها هو ذا الغرب ينادي بصوت متهدِّج بعودة بناء الأسرة المتماسك، ويؤكد أن ذلك لن يتم إلا بعودة المرأة إلى رسالتها الأولى والكبرى في الحياة، ألا وهي رعاية المنزل.
وأشارت الدراسة المذكورة إلى أن من الحلول التي يمكن أن تخفِّف من حدَّة المشكلة عندهم، إقامة دورات تدريبية للمرأة خاصة البنات الصغيرات تدربهن على الوسائل الصحيحة لبناء أسرة صحيحة، وعلى الشعور بمسؤولية المرأة في بيتها قبل أي مسؤولية أخرى.
الغرب يهرب إلينا نحن المسلمين، فلماذا نهرب نحن إلى رمضائه القاتلة؟.
إشارة
تموت المبادئ في مهدها
ويبقى لنا المبدأ الخالدُ
|
|