ابكِ يا عينُ فإن الأمرَ أمرُ
وفؤادي نارُ آهاتٍ وجمرُ
رحل الشيخُ إلى دار خلودٍ
واحتوى حبي العظيمَ اليوم قبرُ
يا أبي يا سيّدي يا عمقَ روحي
أنت دنياي فهل في العمر عمرُ
أظلمت شمسي وليلي في سوادٍ
أي ليلٍ نيّرٍ إن غاب بدرُ
وبدمعي ونواحي طال ليلي
لم يقصْرهُ لهول الحزن صبرُ
كيف لي ألا أعزي فيك نفسي
كيف يحدوني عن اللوعات عذرُ
بل سأبكي أذرف الدمع وأبكي
كل دهري ونحيبي فيك جهرُ
أهِ يا من كنتَ لي دوماً وَصولاً
كيف ألقاكَ وهذا الموت هجرُ
لست أنسى آخرَ اللحظات عندي
وأنا أصغي وكلي فيك فخرُ
«يا ابنتي بارك ربي في خطاكِ»
واكتساني من حنان الأب عطرُ
أدعاءً كان أم كان وداعاً
فالمنايا وعدُها في الناس سرُّ
ليتني يا والدي كنت فداءً
إن هذا العمرَ بعد الفقد قفرُ
اطمئنْ نفساً - أبي - وامض جليلاً
طبتَ في الدنيا فطاب المستقرُّ
في جنان الخلد فالله رحيمٌ
في ربى الأخيار فالأعمالُ غرُّ
وستبقى يا أبي فينا شموخاً
وسيبقى في سنا العلياء ذكرُ