أرادتا، انفصالاً، واستقلالاً وحُريةً ولكن، الشريان المشترك المتدفق، بدم الحياة، بين، الدماغ، والقلب، أصرَّ على، الالتصاق، المحتوم.
* «لادان» و «دالة»، حكاية، حزينة، عن الاختيار الانساني، وآفاقه ومحدودياته، وعن الرفقة الانسانية، وحميميتها، وضيقها ب«الآخر» القريب، والبعيد، والصديق، والغريب.
* هل تأملت، أخوين، صغيرين، شقيقين، تشاركا، جوف رحم، حميم، وشربا، من ذات الثدي، الرؤوم، وناما، تحت غطاء واحد دافئ، كيف تأخذهما، مشاوير الحياة بعيداً، وتنأى بهما هموم العيش، وتفاصيلهما، فيصبحان، غريبين، متنافرين، وقد يمد أحداهما يده ليقتل الآخر؟
* تلك، هي، مسرحية الحياة العجيبة، الغريبة، حين تجمع وتفرق، وتلمُّ، وتشتت، وتبعثر، الأبناء، والآباء والإخوان. وهل كلُّ منا، إلا «قابيل» و«هابيل»، جاثمين، محتملين، كامنين، على دروب الحياة الطويلة، ومنعطفاتها، وفجواتها الداكنة؟
* «لادان» و«دالة»، شخصان، مستقلان، لكل منهما «دماغ» مستقل، وقلب مستقل، وإرادة مستقلة، وذاكرة، مستقلة، ولكنهما، ملتصقتان، متشاركتان، في، شريان عنيد، يأبى، إلا أن، يجعلهما، شخصاً واحداً، ويصرُّ على الغاء استقلالهما، وارادتهما، ورغبتهما، في، المشي، المستقل، والتحرر المنطلق، وممارسة حتى، الأشياء، البسيطة التافهة، كالذهاب الى الحمام، والقفز على الحبل، أو، اللعب مع القطة الأثيرة، دون مشاركة، اجبارية، قاسية، من، شقيقة، مستسلمة، متنازلة، عن ارادتها الغالية، في ممارسة، أمر آخر.
* نشكر الله، ونحمده، على نِعمِه، العظيمة، التي، قد لا نتذكرها وقد نعتبرها، من قبيل تحصيل الحاصل، لكن، قصة حياة «لادان» و«دالة»، وموتهما، تذكرنا بها، ونخلع غشاء الغفلة، عن أبصارنا، وبصيرتنا.
* لو، كانتا، تشتركان، في «جمجمة» واحدة، ولهما دماغ واحد، لكانتا «شخصاً» واحداً، واستطاع هذا الدماغ، أن يتحكم، ويسير، بقية الأعضاء، وربما أصبحت، المشكلة، محصورة، في التنسيق، الميكانيكي بين الأعضاء، والأطراف.
* لكن «لادان» و«دالة»، كانتا شخصيتين، مستقلتين، تمتلكان، ارادتين، حرَّتين.
* ونستطيع، أن نتخيَّل، أحدنا، مربوط بحبل، متين، الى شخص آخر، منذ الميلاد، لا نستطيع أن نقوم، بأبسط، الأمور دون، أن يسحب، أحدنا الآخر معه، ونمارس، أكثر الأشياء خصوصية، في حضور «الآخر»، ويمرض أحدنا بالمرض، البسيط، أو الخطير، فنلتزم، معه، السرير، والمرحاض، وغرفة العمليات، ورائحة الجسد، وفضلاته.
* هل اذكركم، بالعبارة التي كانت تكررها «لادان»، أو «دالة» «لا أذكر على وجه التحديد؟» كانت تقول بأنها تأمل، بأن، ترى وجه شقيقتها، وجها، لوجه، دون وساطة من المرآة؟.
* هل التصاق عجيب مُحيِّر، أكثر من هذا؟ أن تكونا، قريبتين، ملتصقتين، الى مدى، الهمس، وبعيدتين، نائيتين، لا ترى أحدهما الأخرى، رَأي العين.
* اشتاقتا الى الحرية من «الآخر» الشقيق، وتاقتا اليها، واحترقتا بهذا الشوق الخالد، والتوق المقدس.
* الحرية، حمراء، لهاب، باب، بكل يدٍ، مضرَّجة، يُدق، وشريان عنيد، بالدم، القاني، الغالي، يتدفَّق، واختيار، خطير، دفعت «لادان» و«دالة»، حياتهما ثمناً، غالياً، لها.
* طُوبى، للفدائي، والمُفتدى.
|