ليس هناك فشل وإنما تجربة وخبرة ورأي شخصي.. هكذا تؤكِّد أدبيات البرمجة اللغوية العصبية مزيحة عن الطريق كل أنواع الشماعات التي قد يصنعها «الفاشلون» على حد تعبيرهم، فالرجل الذي خرج علينا بالمثل «العين بصيرة واليد قصيرة» لم يعمل في أجيالنا خيراً، فلا هو الذي استفاد من تجربته الشخصية ولا هو الذي سكت.
إن تجربة ذلك الرجل لا تمثِّل إلا نفسه.. ومن الخطأ أن نسحب تلك التجربة على تجاربنا لاختلاف الزمن والموقف والدوافع والبرامج العقلية العليا والممثلات الداخلية، وتبقى التجربة أي تجربة في حدودها التي ولدت فيها.
التعميم.. هو إحدى مشكلات اللغة حينما يأتي في غير محله، وهذا يجعلنا نتوقف عند أمثال هذه المقولات السلبية ونتعجب أن يتوارثه أبناؤنا بهذه الصورة الواسعة من أن يمحصوه ويقرأوا نتائجه جيدا.. فالذي يقول: «العين بصيرة واليد قصيرة» يعني أنه لن يعمل، فكيف يعمل من أطال «النظر» وقصر «اليد»، الحقيقة أن هذا الشخص.. كبّر «الأمنية» وحجّم «الفعل».. فليس ثمة عين بصيرة ولا يد قصيرة.. إنها معادلة الحلم والفعل.. التي لا يجمعهما إلا «ناجح» لا يقيس نفسه بتجارب غيره.
العجيب.. أن بعض مواقفنا «الشرَّية» تزيد من حجم الفعل كالبالون:
«اللي ما تطوله بيديك.. طله برجليك».. والنتيجة انفجار، وليس إنجازاً.
| 
