اصبح مرض التهاب الكبد الجرثومي مرضا منتشرا بل قد تفاقم شره في السنين الماضية.
ومن غريب ما لاحظوه ولا سيما في مؤتمر دولي للأطباء في واشنطن، إن ظهور هذا المرض يتصادف وعصر التلوث.
وانتهوا إلى هذه النتيجة بعد مباحثاتهم في المؤتمر حول الأطعمة والأغذية.
ومن المسلم به لدى جمهور الأطباء أن التهاب الكبد أو «الكباد» نوع من اليرقان أو الصفرة، وقد يقرح الكبد ويشققها حتى يسوق المريض الى الموت.
اكتشفوا جرثومته سنة 1940 واثبتوا بالاحصاء ان عدد الاصابات لم يزل يرتفع من سنة إلى سنة، وهو يجاوز خمسين الف اصابة في السنة في الوقت الحاضر.
كيف ينتقل المرض؟
بينما كان فريق كرة القدم يلعب مؤخرا في ولاية «ماساشوسيتز» بالولايات المتحدة اذ اضطر كل اللاعبين الى ملازمة الفراش لسبب مفاجىء مجهول، ثم ثبت بالتحليل ان اللاعبين اصيبوا بالتهاب الكبد الجرثومي بعد ان شربوا الماء من بئر مجاورة وكان بعض الاولاد قد لعبوا بالماء في اليوم الفائت.
وكان أولئك الاطفال مصابين بالمرض فانتقلت الجراثيم منهم الى الماء.
وكان الاطباء يقسمون هذه الجراثيم الى صنفين، فالصنف الاول ينتقل بواسطة الاغذية، والصنف الثاني ينتقل وقت المناقلات الدموية بين الناس، ويقع ذلك كلما كانت الادوات الطبية ملوثة أو اذا كان الدم المنقول ملوثا.وتنتقل جراثيم المرض بواسطة الحشرات ايضا ولا سيما الحشرات اللاسعة من ذوات الابر، والماء هو عامل العدوى الاول فانه اذا كان ملوثا علقت جراثيمه بجسم الحشرات ثم انتقلت الى الانسان عند اللسع.
وفضلا عن ذلك يتلوث الماء نتيجة للفضلات الانسانية المختلطة به، وتعجز كل عمليات التطهير عن قتل جراثيم المرض فهي جهرية شديدة المقاومة.
ويصبح الحليب مثلا والخضار والفواكه والمشروبات من أخطر ادوات العدوى.
ويتهم كثير من الاطباء القشريات البحرية بأنها تنقل جراثيم المرض، فهي تمكث مدة طويلة في الماء على السواحل قبل وصولها إلى المطابخ، ولا أحد يجهل أن ماء السواحل بلغ حداً من التلوث منقطع النظير.
وزيادة في الطين طينا، كثيرا ما تؤكل هذه الثمار البحرية نيئة ومن غير تنظيف.
| 
