* لندن (اف ب):
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن من حق المجتمع الدولي حماية الشعوب المهددة جديا بسبب عجز دولها وذلك في نص وزع على المشاركين في مؤتمر لزعماء «تقدميين» من اليسار الوسط تحدثت عنه «ذي اندبندت اون صاندي».
ورأت الصحيفة أن الوثيقة تشكل بالنسبة لتوني بلير وسيلة لتبرير التدخل في العراق حتى وان لم يتم العثور في هذا البلد على أسلحة دمار شامل اتخذت ذريعة لتبرير العمل العسكري ضد نظام صدام حسين.
وقال بلير بحسب الصحيفة «عندما يتعرض شعب لمعاناة جدية ناتجة مثلا عن حرب داخلية أو فتنة أو عجز الدولة وان لا تشأ هذه الدولة أو لا تستطيع وضع حد أو تفادي هذه الأوضاع. فمن الضروري التخلي عن مبدأ عدم التدخل لفسح المجال امام توفير الحماية من قبل المجتمع الدولي».
وذكرت الصحيفة أن توزيع هذا النص أثار جدلا حادا بين بلير والمستشار الالماني غير هارد شرودر الذي يشارك في المؤتمر وكان قد عارض شن الحرب على العراق في غياب قرار من الامم المتحدة يجيز استخدام القوة.
وتأتي مداخلة توني بلير في الوقت الذي تتصاعد فيه الانتقادات في بريطانيا ضده لاتهامه «بتضخيم» التهديد الناجم عن أسلحة الدمار الشامل العراقية لتبرير التدخل العسكري وخصوصا باعلانه خلافا لرأي اجهزة الاستخبارات أن العراق قادر على نشر أسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة.
وفي تصريح للصحيفة نفسها قال السويدي هانس بليكس الذي ترأس فريق المفتشين الدوليين عن الأسلحة العراقية قبل التحرك العسكري الاميركي البريطاني «لا أعرف كيف حسبوا رقم الـ45 دقيقة الوارد في الملف الذي قدم في ايلول/سبتمبر من العام الماضي».
واضاف بليكس للصحيفة «يبدو لي أن هذا الرقم بعيد جدا عن الواقع اذ من الصعب جدا نشر أسلحة كيميائية أو بيولوجية خلال 45 دقيقة» معتبرا أن مثل هذا التأكيد من قبل السلطات البريطانية «خطأ جسيم». من جهة اخرى قال هانز بليكس الرئيس السابق لمفتشي الامم المتحدة عن الأسلحة إن الحكومة البريطانية ارتكبت «خطأ جوهريا» عندما ادعت أن بامكان الرئيس العراقي صدام حسين نشر أسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة.
وابلغ بليكس صحيفة اندبندنت اون صنداي أن هذا الادعاء الذي ورد في ملف الحكومة في سبتمبر ايلول بشأن الأسلحة العراقية «يبدو لي أن من غير المحتمل بشكل كبير وجود اي وسيلة لاطلاق أسلحة بيولوجية أو كيماوية خلال 45 دقيقة».
ودعا ايضا بليكس الذي تقاعد الشهر الماضي كرئيس لمفتشي الامم المتحدة عن الأسلحة السماح لمفتشي الامم المتحدة بالعودة للعراق لمواصلة البحث عن الأسلحة المحظورة.
وغادر مفتشو الامم المتحدة العراق في مارس اذار في الوقت الذي استعدت فيه القوات الامريكية والبريطانية لغزوه. ورفضت الدعوات لعودتهم مع تفضيل قوات الاحتلال الامريكية انشاء جهاز تفتيش خاص بها .
ورغم عدم تشكيك بليكس في كفاءة الخبراء البريطانيين والامريكيين الا انه قال إن المفتشين الدوليين من الامم المتحدة سيضيفون «مصداقية اكبر».
|