دقات الثواني
البنزين الممتاز
عائض الردادي

أعلنت وزارة البترول أنها سترفع سعر لتر البنزين أوكتان 95 إلى ريال وهللتين وأوكتان (91) سيصبح سعره (82) هللة، ويبدو أن الأول هو ما كنا نسميه البنزين الممتاز والثاني ما كنا نسميه العادي، وكانت (وهذا للتاريخ النفطي) محطات الوقود توجد فيها مضخات كثيرة للعادي وواحدة في طرف قصي للممتاز لغلاء سعر الممتاز، وكان الناس يسألون قبل شراء السيارة عن وقودها، لعدم الإقبال على شراء السيارات ذات الوقود الممتاز، وكان من يشتري سيارة ذات بنزين ممتاز يصنف في فئة البطر، ثم دارت الأيام وأصبحت السيارات متساوية وصار الناس سواسية فقد انخفض سعر اللتر الممتاز إلى (33) هللة وانصرف الناس عن شراء العادي، فألغت (أرامكو) مضخاته ثم ارتفع البنزين إلى (60) ثم إلى (90) وقبل الناس وسياراتهم على أمل أن الارتفاع مؤقت كارتفاع الكهرباء، ولكن المؤقت صار دائماً، بل زاد سعر الممتاز وعدنا إلى التصنيف القديم، ويبدو أن اسم أوكتان هو الجديد فما أكثر ما يحل بساحتنا من الكلمات.
كنا نأمل أن يتحول لفظ البترول إلى اللفظ العربي (نفط) بكسر النون فإذا بالممتاز والعادي يصبح أوكتان، وما يهم الاسم فهو لن يدخل الجيوب، ولكن المهم هو ارتفاع السعر وإن لم يحن وقته إلا عام 1427هـ. والأهم من ارتفاع السعر هو مصير ملايين الريالات في السيارات، هل ستقبل مكناتها أوكتان بنوعيه أم أن تعبئة سيارة الممتاز بالعادي سيشرقها كما كان يحصل سابقاً حين كان يكتب على مضخات البنزين الممتاز باللون الأحمر وعلى مضخات العادي باللون الأزرق، وإن لم ير السائق ذلك يسأل عن نوع البنزين قبل أن يحل بسيارته الداء.وإن كانت السيارات ستحتاج إلى تحويل فَهَلاَّ أعلن عن ذلك أو حُدِّد نوعية السيارات القابلة لأوكتان المنخفض حيث أعلن أنها 85% من السيارات.كانت عندنا أشياء كثيرة عَدَلْنا عنها ثم عدنا إليها لأننا وجدنا أنها الأفضل، فالتربويون فرضوا على أبنائنا لسنوات الطريقة التركيبية في تعلم الحروف ثم عادوا إلى الطريقة التفكيكية حين وجدوا أنها هي الأفضل في تعلم العربية، وها هو البنزين يعود إلى سابق عهده ولم يختلف سوى ارتفاع السعر.وفي أوروبا تعمل سيارات صغيرة بالديزل فلِمَ لا يكون ذلك عندنا إلا إذا كان سيلوث البيئة، فغلاء الأسعار ولا تلف الأعمار.أوكتان يحتاج لحملة إيضاحية توضح مناسبته للسيارات على الأقل أو استقدام سيارات مناسبة وتحويل مكائن الموجودة هذا إن لم يعد النظر في الأسعار.