هل نحن من يكتب الأحزان أم الأحزان هي من تكتبنا؟! هل نحن من يختار الظروف أم الظروف هي من تختارنا؟! مجرد أسئلة تلاشت بين أكوام المشاعر التي انقضت وأصبحت ذكريات ليس أكثر.
هكذا الإنسان عندما تحترق العواطف بأعماقه فإن عدة أسئلة تفتقد تأويلات واقعية.. كشظايا تنتثر فوق سطح هذا الكون تأخذها الرياح وتلعب بها كيفما شاءت.. وتختلف عن طبيعتها عندما تخترقها عوامل التعرية..! بلا كيان.. بلا زمان.. بلامكان.. بلا.. عنوان حتى تصبح مشاعر الإنسان مفقودة ومبهمة.. روح بلا جسد وجسد بلا روح ويختفي لون الدم ويتغير كل شيء.. كل شيء.
لعل الزمن هو من يصنع عواطف الإنسان لكن سيختفي ذلك الشعور مع مروره حتى يتبلد الإحساس ولكن الظروف تصنع القلب ذاته وميوله واتجاهاته حتى تصبح فرصة الضمور في الكون نادرة وتبدأ الحياة وتنتهي من خلالها كذلك الجروح التي تندثر مع الزمن تبقى حية في الذاكرة اليقظة وكلما تعمقت داخل الوجدان أصبحت أكثر قرباً لها.. فإنها تعني الضمير تعني الإنسانية.
الإنسان مجرد ذكريات وظروف يخط لها الأمل طريقاً نحو الحياة حتى يواصل المسيرة ويتحمل معاناة الزمن.. ويترقب وميض المستقبل ويخوض غمار الأرزاء حوله.. لا بد له أن يقف.. يقاوم.. وينتصر!! حتى يكمل تلك المسيرة بالبحث عن كل الإمكانات التي تجعله يعرف معنى كلمة «إنسان».
|