السبت
لا يحار الإنسان في شيء كما يحار عندما أن يضفي نزعة ما في نفسه، ذلك أن من العصب أن يستأصل المرء طبيعة ولدت معه، وترعرعت في طيات نفسه او على الاقل كسبها من مخادنة شخص او صدفة منذ زمن ليس بالقصير.. ولو اصاخ المرء سمعه لنداء الضمير ما نشأت هذه الطبيعة او النزعة في نفسه.. وما أكثر ما سمعت ورأيت اشخاصا يكتنفهم العذاب ويسيطر عليهم اليأس من ذوي النزعات الشريرة او الطبائع اللاانسانية فهم يعتقدون دائما انه من الخير لهم أن يكونوا كسائر الناس بل أن هذا هدف وامل يضعونه في مصاف امالهم الاخرى.
وهناك من الناس من يطوى على نفسه رداء اليأس وهو لا يعتقد أن من الخير له أن يعيش كما يعيش سائر البشر.. لا لانه فخور بذلك بل لانه يشعر بنقص مخيف.. يجعل من الصعب أن يرضيه شيء في الحياة.. فيحاول أن يخفف عن نفسه باستغلال نزعته او طبيعته الشريرة او اللاإنسانية ضد الخير وأعمال الخير..
الاحد
يحز في نفس المتطلع الى هدف ما ان يخسر هذا الهدف.. ويشعر بعذاب الحرمان ينهشه وهو يخسر ذلك الامل والغاية..
ولعل فكرة الهدف تنتصر.. او لعل هدف الفكرة يتحقق.. عندها يجد الإنسان ذو الهدف او صاحب الفكرة ان تحولا يحدث في حياته.. وأن الحياة وإن خلت مما تطلع اليه فلا هي تساوي بعضا من كفاحه في يوم من الايام.
الاثنين
يبدأ موسمنا الفني عادة واسمحوا لي بهذا التدخل المفاجىء بأمور الفن رعاه الله وحرسه من امثالي.. اقول يبدأ عادة بالرحلات الى الخليج العربي وهناك ينصرم الصيف ويعود فنانونا وقد تغيرت سحنتهم «وكبرت شدوقهم» ثم يكون الشتاء قد حل عند عودتهم فيعتكفون.. والنتيجة لا شيء..
فمتى نعي ايها الفنانون واجب الفن.. ومتى نعمل؟!
الثلاثاء
أراني اعود كلما تحدثت حديثا الى القصة.. ولا ادري ما السر الذي يشدني إلى القصة.. فما من حديث الا ويطيب لي إن كان عن القصة، والذين يعرفون معنى القصة في النفس البشرية اقصد تأثيرها يعتقدون انها يجب أن تكون القصة حتى ولو كان الكاتب ناشئا كقصص وستوفسكي وتولستوي وعلى ذكر تولستوي وقع بين يدي في الصيف الماضي كتاب قصة لتولستوي هي أنا كرنينا.. فوجدتني مسكينا اذا اريد قراءتها وفوراً انصرفت عنها وشرعت في قراءة قصة لكاتب عربي.. انا بحق افضل نجيب محفوظ على جان سارتر.
الأربعاء
دائما اريد أن اسألكم بعض الاسئلة، ودائما انسى هذه الاسئلة، ولكني اتذكرها الآن.. وهي اسئلة تبدو تافهة.. ولكن ما العمل..
لماذا يكثر الشباب في عالم الشباب بالذات من الكتابة عن الالم..؟
هل يفقد الشباب معناه..؟
هل يتفتت في طريق الالم كخبز جاف؟؟.
الخميس
الاخ حمد القاضي انت بارع في رسم العلامات..فمن أين تحصل عليها؟؟
الشاعر المسافر: اما آن لك أن تحط الرحال؟؟ وتفك الاقواس؟؟
الاخ خالد الدخيل، القمر، الا زال غضبان أسفا؟؟
الجمعة
اذا اضطر الانسان احيانا ان ينهي حديثا، ما اعتقد انه سينهيه الا ب «ريحة مروحة».. ولكني هنا سأنهيه وأنا كلي ثقة باصدقائي في عالمنا المشترك الذي نعيش فيه.. ولكنني سأعود مرة اخرى لاصدقائي، وان كنت ثقيل الظل فيما اكتب.. فما رأيكم؟! سنلتقي..
|