استئصال المرارة بالمنظار.. والتطورات الحديثة
د. نادر حسين(*)

تعتبر جراحة المناظير الحل الأمثل لإجراء العديد من العمليات الجراحية في وقتنا الحالي دون تعريض المريض لأي من المضاعفات التي قد تهدد حياته، ومن هذه العمليات التي استخدمت فيها هذه التقنية الحديثة استئصال المرارة.
والمرارة عبارة عن حويصلة كمثرية الشكل، طولها حوالي 10سم وهي موجودة تحت الفص الأيمن من الكبد في الجانب الأيمن العلوي من البطن، تتجمع فيها إفرازات الكبد، وعند الأكل تنقبض المرارة لتنزل العصار المتجمعة بها إلى الأثني عشر لتختلط بالطعام ويتم الهضم. وإذا ما استؤصلت المرارة فإن عصارة الكبد تنزل مباشرة إلى الأمعاء لتختلط بالطعام، وعادة لايؤثر اسئصال المرارة على عملية الهضم لكونها لاتفرز شيئاً من هذه العصارة.
وعادة يكون سبب التهاب المرارة وجود حصى بها، ولكن في بعض الأحيان يحصل التهاب دون وجود حصى، وبالنسبة للأعراض فقد يشتكي المريض من ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن مع ألم في الظهر والكتف الأيمن، وقد تكون مصحوبة باستفراغ، وعادة الآلام تحدث بعد أكل طعام دسم يحتوي على الدهون وأحياناً يستمر الألم عدة ساعات وقد يكون مصحوباً بارتفاع درجة الحرارة.
وتعمل الأشعة الصوتية على تشخيص التهاب المرارة، وما إذا كان موجود حصى بها بشكل دقيق، ويجب أن يصوم المريض لمدة ثماني ساعات قبل عمل الأشعة، وكما أن هذه الأشعة تظهر وجود الحصى والتهاب المرارة فهي تظهر أيضاً إذا كان هناك مضاعفات ناتجة عن ذلك.
ويمكن علاج المغص المراري والتهاب المرارة عن طريق الأدوية، ولكن الإلتهاب والمغص عادة ما يتكرر وأحياناً قد تحدث مضاعفات كأن يحدث انسداد لقنوات العصارة المرارية يؤدي إلى حدوث يرقان ( اصفرار بالجسم)، أو أن يحدث انسداد لقنوات البنكرياس، مما يؤدي إلى التهاب بالبنكرياس أو أن يحدث انسداد بقناة المرارة نفسها مما يؤدي إلى تجمع صديدي بها وغرغرينا بجدار المرارة وحدوث انفجار بالمرارة وتجمع صديدي داخل البطن. ومن المعروف أن الالتهاب المزمن للمرارة قد يؤدي إلى حصول سرطان بالمرارة على مر السنين.
وعند وجود حصى بالمرارة يتم اسئصال المرارة مع الحصى، ويتم ذلك عن طريق جراحة المناظير، وتتم العملية تحت تأثير مخدر عام عن طريق فتحات صغيرة في جدار البطن يترواح طولها بين 5 ملم إلى 10ملم، ويتم إدخال كاميرا صغيرة داخل البطن وتنقل الصورة إلى جهاز تلفزيون، فيقوم الجراح بإدخال أدوات جراحية دقيقة عبر هذه الفتحات ويتم استئصال المرارة بواسطتها ثم تسحب المرارة مع الحصى إلى خارج البطن.
وعملية استئصال المرارة بالمنظار لها العديد من المميزات منها أن الجروح الصغيرة بالبطن ما بين 5ملم إلى 10ملم، ويتم إعطاء مخدر موضعي في الجروح بعد العملية لكي لايشعر المريض بأي ألم، ويتم خياطة الجرح بطريقة تجملية لكي لايترك أثراً، كما أن الجروح الصغيرة تقلل احتمالات حودث التهاب بالجرح أو فتق بالجرح كما يحدث في الجراحة التقليدية، فهي مفيدة جداً لكبار السن والمرضى الذين يعانون من السمنة، وتجنب المريض بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى حدوث التهابات بالصدر او جلطات بالأوردة بعد العملية لأن المريض يتحرك ويتنفس دون ألم مباشرة بعد العملية، كذلك يسمح للمريض بالأكل بعد العملية ببضعة ساعات، كما يمكن للمريض أن يعود للبيت في نفس يوم العملية، وللعمل خلال بضعة أيام.