سعادة الأخ الأستاذ خالد بن حمد المالك.. وفقه الله
رئيس تحرير جريدة الجزيرة
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
أسأل الله العظيم أن يمدكم بعونه وتوفيقه ويمتعكم بالصحة والعافية، وأتوجه لصحيفتكم الغراء بوافر الشكر على حسن اهتمامها وعرضها لأهم قضايا الإسلام وهي:« الإيمان بالله والدعوة إليه».
وأثني بالشكر «لابن الوطن» كاتب مقال: «رسالة مع التحية» في ملحق «آفاق إسلامية» في عددكم الأغر «92211» ليوم الجمعة 17/4/1424هـ حول مكتب دعوة الجاليات بالبطحاء، والأعداد المتزايدة للذين يعلنون إسلامهم في المكتب، والحاجة الملحة لتواصل الدعوة معهم ومتابعتهم، والمسؤولية التي ينأى بها المكتب في المتابعة بامكانياته المحدودة جداً، وأهمية ايجاد وقف ثابت للمكتب يعود ريعه لأنشطة المكتب المتزايدة بتزايد عدد المسلمين فيه والتي من أهمها التواصل والمتابعة للمسلم الجديد حتى يثبت على دين الله.
وتعقيباً على ما نشر عن ذلك أود بداية أن أشكر سعادتكم وجهودكم المباركة الموفقة في خدمة الدعوة الإسلامية من خلال ما ينشر في جريدتكم الموقرة عبر منبر الجمعة «ملحق آفاق إسلامية» مؤملين استمرار هذا التواصل الخيِّر، ومتابعة أعمال وأنشطة المكاتب التعاونية، وايضاحاً لذلك أود الافادة أن الاحصائية الأخيرة للمكتب بلغ عدد الذين أسلموا حتى الآن قرابة «9000» شخص من «24» جنسية، من بينهم «1400» شخص تقريباً أسلموا في العام الهجري المنصرم 1423هـ أي بمعدل 4 أشخاص في اليوم الواحد ويعد هذا المعدل نصف المعدل قبل سنتين وبالتحديد عندما زاد اقبال غير المسلمين على التعرف على الإسلام كرد فعل طبيعي للحملة المشنونة لتشويه سماحة الإسلام وعدالته من وسائل الإعلام العالمية، واهتمام الكثير من البشر في العالم قاطبة بالتعرف على الإسلام من مصادره الأصلية فعلى سبيل المثال:
كان المعدل السنوي للداخلين في الإسلام في أمريكا «000 ،20» شخص وقد تضاعف هذا المعدل بعد الحملة إلى «000 ،40» متوافقاً مع معدل الداخلين في الإسلام في المكتب من «700» إلى «1400» شخص سنوياً تقريباً.
وقد نشرت صحيفة «لوس انجلس تايمز» في أغسطس 2002م في دراسة لها أنه في عام 1993م ذكر ثلثا الأمريكيين أنهم لا يعرفون شيئاً عن الإسلام، وبعد هذه الحملة انحسرت هذه النسبة إلى الثلث فقط، وأن الثلث الآخر قام بمجهود للتعرف على الإسلام إما بالقراءة والاطلاع أو حضور الدورات والدروس.
هذا المعدل يتواءم مع ارتفاع عدد الداخلين في الإسلام إلى الضعف داخل المملكة وخارجها.
وهذه الأعداد التي تسلم في المكتب ليست في ظننا بالكبيرة مقارنة بعدد الوافدين من غير المسلمين إلى مدينة الرياض فقط والذين وصلت أعدادهم إلى مئات الآلاف، وبالاستقراء فإنا نقدر أن عدد من يسلم من كل ألف منهم «3» أشخاص فقط، وهذا يوضح مدى التحدي الذي يواجهنا في دعوة من أتى إلى بلادنا العزيزة وأقام في هذه البيئة الإسلامية المتميزة ونرى أنه بإمكاننا تقديم المزيد للوصول إلى مستوى أفضل يليق بأرض الحرمين ومهبط الوحي لدعوة هذا الوافد إلى الجنة، لو توفر الدعم الدائم والمستمر للمناشط المتزايدة بتزايد عدد الداخلين في الإسلام، وليس هناك أفضل من ايجاد وقف خاص للإيفاء بمتطلبات أنشطة المكتب، والمتمثلة فيما يلي:
1- ايجارات المكتب: فبالرغم من الأنشطة المتعددة للمكتب فإن مقاره مازالت مستأجرة فمقر المكتب في طريق الملك فهد مستأجر وصالة البطحاء مستأجرة، اضافة إلى الايجارات الأخرى مثل: استئجار الاستراحات في نهاية كل شهر للرحلة التعليمية للمسلمين الجدد في ذلك الشهر، واستئجار الأجنحة في المعارض التي يشارك فيها المكتب للتعريف بمناشطه وعرض الكتب وتوزيعها لهم، والهدايا، والتواصل مع المجتمع.
2- رواتب الموظفين والمتعاونين وبدل السكن للموظفين المتزوجين، والمساهمة في علاجهم عند الحاجة.
3- كفالة الدعاة: والتي تتضمن: الراتب، والسكن، اضافة إلى التنقلات والعلاج عند الحاجة.
4- صيانة المكتب والمباني التابعة له والخيمة، والحافلات والسيارات والأجهزة والأدوات الأخرى.
5- المصاريف الإدارية: من قرطاسية وأدوات مكتبية، وحواسيب، وطابعات وغيرها.
6- مصاريف الطباعة: من كتب وأشرطة والنشرات التعريفية بالمكتب والنشرات الموسمية مثل نشرات رمضان والحج.
7- متابعة المسلم الجديد: والتي نأمل أن تمتد إلى مراسلته بالبريد أو البريد الالكتروني، وإرسال النشرات والكتيبات والإعلانات الخاصة بأنشطة المكتب وغيرها من وسائل المتابعة.
8- دعم المؤلفة قلوبهم: ممن يرجى إسلامه ومن المسلمين الجدد، والمساهمة في حل مشكلاتهم المالية البسيطة إما بالتفاهم مع كفلائهم أو مساعدتهم حسب المستطاع، واستضافتهم عند الحاجة، والمساهمة في علاجهم وختانهم عند الضرورة، وتقديم الهدايا للمسلمين الجدد منهم اضافة إلى البرنامج الرياضي والذي يهدف إلى ربط المسلمين وغيرهم بالمكتب في جو ترفيهي وترويحي من خلال مشاركاتهم بالألعاب الرياضية مثل كرة السلة، والطائرة، وغيرها.
9- الرحلة الشهرية التعليمية: ورحلة العمرة للمسلمين الجدد، والتي يهدف منها إلى تعليمهم الوضوء، والصلاة، والتوحيد وغيرها من الأمور المهمة، اضافة إلى تكوين جو اجتماعي فيما بينهم وربطهم بالمكتب والدعاة وتشتمل هذه الرحلة على دروس ومحاضرات ومسابقات وجوائز ووجبات، وبرنامج ترفيهي، اضافة إلى الرحلة الشهرية للعمرة للمسلم الجديد والتي تشمل المواصلات والسكن، والبرنامج الدعوي خلال سير الرحلة وخلال الإقامة في مكة.
10- تكاليف الأنشطة الدعوية التي تتضمن: المواصلات ووجبات العشاء بعد الدروس، والمطويات والكتب والأشرطة وطاولات الدعوة ومستلزماتها من حاملات وحقائب وأكياس وغيرها، والهدايا الصغيرة المصاحبة لتوزيع الكتب لجذب انتباه المارة من عائلات وغيرهم، وتوزيع الحلوى وهدايا الأطفال، وتكاليف المسابقات الدعوية لغير المسلمين والمسلمين، وجوائزها، اضافة إلى الجولات الدعوية لدعاة المكتب في الشركات والمؤسسات ومواقع تجمع العمالة، والبرنامج التعليمي المتكامل في يوم الجمعة وما يتبعه من مناهج، وكتب، ومواصلات، وجوائز وهدايا، ومصاريف إدارية إضافية.
11- برنامج رمضان المبارك: والذي يشمل تفطير الصوام، واشراك غير المسلمين في الاطعام وإلقاء الدروس القصيرة قبيل الإفطار وبعده، واجراء المسابقات بعد التراويح، وتوزيع الجوائز الفورية للمسلمين، وغيرهم.
12- برنامج العيد: والذي يشمل حفل المعايدة وتوزيع العيديات، واقامة المسابقات الترفيهية والترويحية والثقافية للمسلمين وغيرهم، ودعوة غير المسلمين وتوفير وجبات الإفطار والغداء والعشاء، ويعد هذا البرنامج من أكثر البرامج الدعوية نجاحاً للمسلمين وغير المسلمين الذين يسلمون بالعشرات خلال هذا البرنامج.
13- برنامج الحج: والذي يشمل تحجيج المسلمين الجدد المتميزين وذلك بعد اجراء اختبارات الكفاية لهم التي تثبت مدى تقدمهم العلمي بعد إسلامهم، اضافة إلى تزكية القائمين على المكتب والدعاة لهم، ويتضمن البرنامج توفير الحقائب والإحرامات، ورحلة الحافلات، والبرامج العلمية المصاحبة في الحافلات، والإسكان والتنقلات، والتغذية، والدروس العلمية، والمسابقات، وتوزيع الجوائز للفائزين، اضافة إلى الحفل الذي يجمع الحجاج المشاركين مع المكتب بعد عودتهم من الحج، وتوزيع الهدايا للمتعاونين والمشاركين في تنظيم الرحلة.
وبعد:
فإن مثل هذه الأنشطة المتعددة والمختلفة - بعد عون الله وتوفيقه - من أسباب كثرة دخول المسلمين في هذا المكتب.
وكما هو ملحوظ فإنه لا يمكن القيام بمثل هذه المناشط دون دعم مادي مستمر وليس هناك أفضل من الوقف الخيري لاستمرارية جريان الخير للمكتب ولصاحب الصدقة الجارية فهو توجيه النبي صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه الكرام رضوان الله عليهم الذين قال عنهم جابر رضي الله عنه:«فما أعلم أحداً كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من صدقة مؤبدة لا تشترى ولا توهب ولا تورث» وإني أقترح وآمل من صاحب المعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، الذي لم يأل جهداً في الاهتمام في دعم الدعوة داخلياً وخارجياً أن تتبنى الوزارة مشكورة مأجورة إيجاد دعم من الأوقاف التي تحت إشراف الوزارة للمكتب، كما ندعو ونهيب بأهل الخير والاحسان إلى الإسهام في توفير أوقاف لمكتب دعوة الجاليات بالبطحاء أو في دعم أي من الأنشطة الآنف ذكرها كل حسب استطاعته وتخصصه ومقدرته «فلأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس».
أسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص في القصد والسداد في العمل ويجزينا بفضله وإحسانه إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نوح بن ناصر القرين /المشرف على المكتب
|