تكتب د. خيرية السقاف ولا تعلم كم من صحيفة تبللت وتمزقت دون أن تكتمل المأساة تتلمس جروحنا العميقة «الغائرة» وتحفر بقلمها كل جزيئة تخثرت
وأوشكت أن تندمل وتجعلها تصب على بقية الجراح ناراً تتوهج.. اعتذر لخيرية ان وصفتها بما لا تستحقه فهي رغم كل هذا أكثر الناس حناناً وشفقة وإلا لما ظلت روحاً من الزمن تكتب «لها وحدها».. تكتب خيرية لتخنق مجرى التنفس وتكون الدموع تعبيراً بالغاً عن جرح لن أتحدث عنه حتى لا يصغر وسأظل اجعله في إطار ذي مساحة كبيرة ومسطحات فارهة لئلا يتراجع ويجعلني أنسى الاساءة أو أبادر بالغفران ودعيني يا خيرية أهمس في اذنك بشيء يسمعه كل القراء.. انتِ كاتبة متميزة لكِ مكانة عظيمة.. لم أركِ ولكني لمستك بين الكلمات وخلف السطور الغامضة وايقنت ان خلف كل هذا قلباً عظيماً يحمل عاطفة هي الاسماء!!!
أيتها العزيزة خيرية جُبلت قلوبنا على عاطفة عظيمة تكاد من قوتها تحوِّل قلوبنا إلى رماد تلعب به الريح.. يستغل الأحبة كل نقطة قوة يعتقدون انها ضعف فهي تبدو لهم انها ضعف وخيبة ونحن نراها قمة الحب والإخلاص.. وكأني أرى عينيك وعلامة الدهشة تعلوهما.. اعلم انني في واد وانت في واد آخر.. ولكن ألم نتعلم في «جغرافيتنا» ان الأودية قد تصب في بعضها وتلتقي وقد تجري في غير مسارها لتدخل على أودية أخرى.. هكذا قلوبنا يا خيرية يختلط حابلها بالنابل إلى حد أن نجد فيه كاتبا متمكنا يتحدث عن حزنه برحيل أمه الا ونسارع في البكاء على رحيل الأحبة شتان بين العاطفتين ولكنهما مصابان جلل.. قد نلتقي بالرحيل والفقد قد نلتقي بشدة الحزن والأسى قد نلتقي بحرارة الدموع ونزيف الجرح إذ لا يهم إذا اختلفنا بنوعية العلاقة التي نبكي عليها أليس كذلك ايتها الكاتبة المتميزة؟!!!
على مدار الثماني سنوات الماضية ومازلت تكتبين لها وحدها تعاتبين الرحيل لأنه امسك بمعصم أعز الناس إلى قلبك وتوظفين كل عبارات اللغة العربية لترسمي لوحة رثاء عظيمة وتحاولي ان تنالي بقلمك من الأحداث التي لا تبقي ولا تذر.. ألم تعلمي يا خيرية بأن الحزن الجديد.. شديد؟!!!!
شديد جداً جداً.. تبكين من رحلت منذ ثمانية أعوام.. فما بالك بمن رحلت ليلة البارحة.
«وبمن أتوقع رحيلها كل حين؟!!!»
ألا ترين يا خيرية ان الكاتب يجد متنفسا في كتاباته ولكنه يُلغِّم بها الآخرين ويحولهم إلى قنابل موقوتة قد تنفجر في كل حين.. إذاً لماذا نرمي همومنا على الآخرين ونلوث النفوس بحزن عميق.. انهم لا يستزيدون يا خيرية.. وأنا عن نفسي لا أتحمل المزيد..
فرفقاً بقلوبنا يا خيرية..
فوزية ناصر النعيم/ عنيزة
|