بدأت الولايات المتحدة تدرك أبعاد المأزق العراقي وأهمية التعجيل بإقامة شكل من الحكم الوطني، وتمثل ذلك مؤخراً في إقامة مجلس الحكم الانتقالي.
وتواجه واشنطن عدة مصاعب في ذات الوقت، فهناك الأعداد المتزايدة من القتلى مع توسع شديد في نطاق المقاومة التي دفعت بها إلى الانسحاب من وسط مدينة الفلوجة.
وفي داخل الولايات المتحدة هناك الفضيحة التي تتشكل حول كذب المخابرات الأمريكية الوارد في الخطاب الرئاسي السنوي عن أسلحة العراق، وهو أمر يبدو أن رئيس المخابرات جورج تينيت سيدفع ثمنه أو أنه سيكون كبش الفداء لهذه الفضيحة.
وتبدو واشنطن الآن مهتمة بكيفية دعوة حلفائها في أوروبا إلى مشاركتها الهموم العراقية، من خلال إرسال قوات، غير أن هذه الخطوة تنطوي على مخاطر، أقلها أنها تعمل على إحياء خلافات قديمة بسبب معارضة الأوروبيين هذه الحرب في الأساس.
كما أن محاولة الاستعانة بالحلفاء يعكس فشلاً أمريكياً ليس هناك من هو مستعد للإقرار به.
وأمام هذه الخيارات الصعبة فإن تشكيل الحكم الوطني العراقي والإسراع في إنجاز ذلك يبدو أنه الطريق الأسلم لواشنطن وللعراق في المقام الأول، ويبرز التحدي هنا في كيفية إيجاد الصيغة المناسبة للحكم إلى أن يتم تنظيم انتخابات تأتي بحكومة ممثلة لكل العراقيين.
وقد بات من الواضح الآن أن لا سبيل لفرض النظام بقوة السلاح، لأن استخدام القوة والأسلوب العسكري يعتمد في جانب كبير على تجاوزات لا يمكن القبول بها، وتؤدي فقط إلى مثل ما هو حادث اليوم على الساحة العراقية.
|