** يبدو أن المعركة بين السياحة الداخلية والسياحة الخارجية قد دخلت عنق الزجاجة في احتدام عنيف لابد أن إحداهما ستنتصر في النهاية.. ولابد أن الأمور ستتضح أكثر وأكثر بعد سنوات ليست بعيدة.
** اليوم.. مدننا اشتعلت مهرجانات بكل ألوان الطيف.
** جدة بكل هدوء.. وبعيداً عن الضجيج والإعلانات والدعايات.. قالت كلمتها في مهرجانات لا حدود لها.
** مهرجانات تجذب السائح أياً كان.. وأياً كانت ميوله.
** تابعت فقط.. المهرجانات التابعة للمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد بجدة.. فوجدتها مهرجانات ضخمة للغاية «متعوباً عليها» بُذل في سبيلها.. الشيء الكثير.. وخطط لها منذ عدة أشهر.
** روادها ليسوا ألفاً ولا ألفين ولا خمسة.. بل يُعدون بمئات الألوف..
** برامجها ليست واحدة ولا عشرة بل أصناف وأشكال وألوان.. لتثبت للجميع.. أن السياحة البريئة.. سياحة واسعة متشعبة كثيرة لا حدود لها.
** لقد تابعت العام الماضي جزءاً من نشاط هذه المهرجانات التي نظمتها. تلك الجهات.. فأبهرني ذلك الأداء والعطاء وتلك الخطط والبرامج الرائعة.. التي استقطبت مئات الألوف من البشر.. صغاراً وكباراً.. ونساءً ورجالاً..
** ماذا.. لو دُعمت هذه النشاطات؟
** ماذا لو أعطيت فرصة أكبر؟
** ماذا لو تفاعلت الجهات المعنية في مساندتها؟
** من الواضح.. أن الداعم الأوحد لها.. هما جهتان.. وزارة الشئون الإسلامية وإمارة منطقة مكة المكرمة.. أما الباقي.. فهي قدرات ذاتية من مجموعة من الشباب المتحمس داخل هذه المكاتب «الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات».. وتفاعل بعض التجار وليس كلهم.
** هناك نشاطات أخرى في ميادين أخرى وسط سياحة بريئة يضبطها الشرع الحنيف.. وتثبت للعالم كله.. أن السياحة لا تصطدم مع الدين.. وأن هناك مجالات للترويح وفق.. ضوابط الدين.
** لقد قرأت عن مناشط جدة خلال الصيف الماضي وما قبله.. وخلال صيف هذا العام.. وأدركت أن جدة أعلنتها صناعة سياحية مبكرة.. وأنها أرادت أن تثبت لكل الآخرين.. أن السياحة الداخلية قادمة بقوة.. وأن الذين راهنوا على فشل السياحة الداخلية قد «فشلوا.. هم».
** الهيئة العليا للسياحة.. دخلت هذا المعترك هي الأخرى.. وفق خطط ودراسات منظمة.. وأرادت جمع معلومات ميدانية واستقطاب المعنيين.. وأرادت أن تفعل شيئاً ولكن.. وفق خطط مدروسة.
** المعركة بين السياحة الداخلية والسياحة الخارجية.. ستنحسم يوماً.. لكن المؤشرات كلها.. تؤكد أنها ستحسم لصالح السياحة الداخلية.
*. صحيح أننا نحتاج إلى وقت.. كما نحتاج إلى أن نشرك جميع المعنيين وجميع الأطراف.. وأن نصغي للكل.. ولكن في النهاية.. سنوجد صناعة سياحية محلية قوية راسخة تستقطب الجميع.
** ما يحصل اليوم في جدة.. مثال حي لمستقبل السياحة المحلية.
** جو جدة ملتهب كالنار.. والرطوبة تخنق الأنفاس.. والسفر لجدة.. شبه مستحيل من خلال الطيران.. أو هو مستحيل.. والأسعار.. نار.. ومع ذلك.. فجدة.. استقطبت الجميع.. وامتلأت جدة بالسياح.. وتزاحم الناس.. بل كل الناس اتجهت إلى جدة = رغم كل ذلك =.
** لم يلتفوا للهيب الحر.. ولا لنسبة الرطوبة العالية.. ولا لزحام المطار.. ولا لغلاء الأسعار.. بل امتلأت جدة بهم.. وضاقت بهم الشقق والفنادق والشوارع.. لأن جدة.. عرفت كيف تستقطبهم.. ولأن جدة... غير؟!
|