هل حقاً يعد الغذاء مصدراً للخطر على صحة الإنسان؟ وهل هو متهم كسبب من أسباب الأورام التي تصيب أطفالنا؟ فحديثنا اليوم يتركز على أسباب الأورام وطرق الوقاية منها.
* ما طبيعة الأورام؟
الورم هو التضخم أو التورم وهو أحد ثلاثة أنواع إما حميد «وتكون الخلايا مشابهة لخلايا الجسم الطبيعية وغالبا محاط بجدار أو كيس والعلاج يكون بإزالته جراحيا مع عدم ارتجاعه مرة أخرى» وإما متوسط «وهو بنفس مواصفات الحميد ولكنه يتخلل فيما حوله من انسجة الجسم الطبيعية ويتم استئصاله بمنطقة أمان حول الورم لضمان عدم ارتجاعه مرة أخرى» ولكن الأورام الخبيثة «تكون الخلايا فيها غير مشابهة لخلايا الجسم الطبيعية ووظيفتها الأساسية هي التكاثر والانتشار إما مباشرة فيما حولها من أنسجة أو عن طريق الأوعية الدموية أو الليمفاوية ليصيب أجزاء أخرى بعيدة عن الورم الأصلي كالكبد والعظام والمخ والرئتين».
* كيف يتكون الورم؟
لتكوين الورم فإنه يمر بخطوات عديدة ويمكن عموماً تقسيمها لمرحلتين أساسيتين.
1 مرحلة التحول وتتم بفترة طويلة قبل حدوث الورم ويبدأ التحول من النواة بطفرة في الجينات نتيجة لعدة عوامل إما وراثية أو التعرض لمواد كيميائية أو اشعاعية أو بعض أنواع الفيروسات.
2 المرحلة الثانية وهي التضاعف ويتم فيها التغير في سلوك الخلية فيحدث التكاثر والتضاعف في العدد الكلي وكذلك الانتشار إما مباشر أو بوسيط كالأوعية الدموية أو الليمفاوية.
* ما الأسباب التي تساعد على حدوث الأورام؟
عموما السن والنوع فبعض الأورام تحدث في فترات أعمار معينة سواء في الكبار أو الصغار وكذلك ذكر أم أنثى، وتوجد بعض العوامل الأخرى خصوصاً العوامل الوراثية والأورام التي تحدث بين الأقارب وهذه تمثل نسبة ضئيلة لا تتعدى 5 10% من حالات الأورام.
* ما أسباب السرطان «المسرطنات»؟
لا تزال الأبحاث العلمية مستمرة لبيان أسباب الأورام الخبيثة ويمكن تقسيمهم إلى 1 مواد كيميائية 2 التعرض للاشعاع 3 بعض الأمراض والفيروسات.
* هل يمكن الوقاية من المسرطنات الكيميائية؟
طبعا ويمكن تجنبها وهي تشمل المواد الكيميائية الناتجة من كثرة قلي أو شواء الطعام كاللحوم والأسماك وكذلك التعرض لمادة «نتروزأمين» والتي قد تؤدي إلى سرطان الجهاز الهضمي «المريء المعدة..» وكذلك التعرض «لصبغات الانيلين» المستخدمة في صناعة المطاط والجلود وكذلك مصانع الأصباغ وأعمال السباكة التي تؤدي إلى سرطان بالمثانة.
التعرض للمواد الهيدروكربونية «اروماتيك امين» في التدخين ومواد البنزيدين تؤدي إلى سرطان بالرئتين والجهاز التنفسي وكما هو الحال بالتعرض لأبخرة المعادن كالقصدير والنيكل.
وقد تتكون المواد الكيميائية الضارة «افلاتوكسين» نتيجة نمو بعض الفطريات بسبب سوء تخزين الحبوب كالقمح وتصل هذه المادة عن طريق الدقيق المستخدم في إنتاج الخبز.
بعض الأدوية الكيميائية والهورمونات والأدوية المثبطة للمناعة قد تؤدي لأورام سرطانية. التعرض للاسبستوس وصناعات البلاستيك قد تؤدي لأورام بالصدر.
* ما أنواع الإشعاع الضار بالجسم ويؤدي لأورام سرطانية؟
الاشعاعات المؤينة والموجات الكهرومغناطيسية الناتجة من خطوط الكهرباء ذات الفولت العالي قد تؤثر على المنازل القريبة منها لتكون مشبعة بمجالات كهربائية أقوى من المجالات الكهربائية الموجودة في المنازل العادية وقد وجد ارتفاع نسبة اصابة الأطفال باللوكيميا في هذه المناطق عنها في غيرها ولكن بالرغم من وجود ارتفاع نسبة اصابة الأطفال باللوكيميا في هذه المناطق عنها في غيرها ولكن بالرغم من وجود هذا الخطر إلا انه لم يثبت بالدليل العلمي الواضح سبب هذه العلاقة حتى الآن، والتعرض للأشعة السينية وأشعة جاما والاشعاعات الجزيئية قد تؤدي إلى أورام بالغدد الليمفاوية أو لوكيميا الدم كما في التعرض للاشعاعات النووية وكذلك بعض عمال المناجم يمكن تعرضهم لهذه الاشعاعات وتؤدي إلى سرطان بالرئة.
أما الأشعة فوق البنفسجية فتسبب سرطان الجلد إذا تم التعرض لها بدرجة كبيرة وخصوصاً في الحالات التي تعاني من خلل في إصلاح الحمض النووي «دي ان ايه» كحالات «زيزو ديرما بجمنتوزا».
* هل الأمراض والفيروسات تؤدي إلى السرطان؟
ليست جميع الأنواع، فبعض الأمراض المزمنة كالكبد الوبائي «ب أو ج» وكذلك بعض أنواع الفيروسات قد تؤدي لأورام سرطانية كفيروس «اتش بي في» الذي يؤدي لسرطان عنق الرحم وفيروس «اي بي في» الذي يؤدي لأورام بالغدد الليمفاوية أو فيروس «ار ان ايه» يسبب اللوكيميا.
* هل الغذاء يمكن ان يكون ضاراً بالصحة؟
فعلاً بعض أنواع الغذاء كالطعام المصنع كاللانشون والأجبان المطبوخة والبيتزا أو الوجبات السريعة الجاهزة كالفراخ المحمر والهمبرجر قد يسبب خطورة لصحة الإنسان وخصوصاً الأطفال.
* هل ممكن لهذه الأغذية ان تسبب السرطان؟
نعم، فالدراسات الحديثة أثبتت وجود بعض المواد المسببة للسرطان كمادة «فيورانس» ومادة «الديوكسين» فالوجبات السريعة كفطائر البيتزا والآيس كريم التي تؤثر على الأطفال خصوصاً قبل سن الخمس سنوات.
* هل الزيت والسمن الصناعي المستخدم باستمرار للقلي مضر؟
نعم فالزيت أو السمن الصناعي والزيوت المهدرجة بمرور الهيدروجين داخل الزيت ليصل إلى درجة التجمد والتي تستخدم لقلي البطاطس أو الدجاج فعند تسخينها تنتج سموماً وأنواعاً غير طبيعية من الدهون تؤدي إلى تدمير الجهاز المناعي، هذا بالإضافة إلى ان الافراط في تناول البطاطس المقلية في الزيت والخبز المحروق قد يؤدي إلى السرطان حيث تحتوي على مادة الاكريلاميد التي تسبب السرطان إذا تعرض لها المستهلك بنسبة عالية، فقد أثبتت بعض الدراسات المصرية ان نسبة الاكريلاميد تصل إلى 3 أجزاء من المليون عند فحص عينات البطاطس التي تم تحميرها في المعمل لمدة 5 دقائق اما الخبز المحروق فقد يصل إلى النسبة إلى 5 أجزاء في المليون، علماً بأن النسبة الآمنة لتعرض المستهلك للاكريلاميد هي 12 ميكروجراماً في اليوم فقط وهي أقل بكثير من التي نتعرض لها في غذائنا.
* ما خطورة هذه النشويات المحترقة؟
النشويات المحترقة تولد مواد ضارة قد تؤدي إلى سرطان بالجهاز الهضمي والقولون، فالمطلوب منا التوعية وخصوصا للأطفال حيث انهم الأكثر عرضة للمخاطر وكذلك الرقابة على الأغذية بقدرة علمية عالية الدقة لقياس هذه المواد الكيميائية والاقلال من تناول البطاطس المقلية واللحوم والدجاج والمعالج بدرجات حرارة عالية، فهذا التوازن مطلوب في كل شيء فهو يتمشى مع الفطرة ومع ديننا الإسلامي الحنيف.
* هل تغذية الأطفال ذات المكسبات اللون والطعم والرائحة مضرة؟
نعم لأن معظمها مواد كيميائية وغير طبيعية وتؤثر على صحة الأطفال خصوصاً لأن خلايا الجهاز المناعي للأطفال في مرحلة نمو فتكون الخلايا اكثر عرضة لطفرات بالجينات عنها في كبار السن.
* ما طرق الوقاية من السرطان؟
تجنب جميع الأسباب المعروفة التي قد تؤدي إلى ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان قدر المستطاع.
التوازن في الغذاء والإقلال من الأغذية المقلية والمشوية والإكثار من الخضروات والفواكه الطازجة وكذلك من الأغذية التي تقي من الأورام كالثوم والبصل والكرنب والقرنبيط وحبة البركة والطماطم.
استخدام مضادات الأكسدة والفيتامينات تؤدي إلى الاقلال من احتمالات الإصابة بالسرطان كفيتامين أ ومشتقاته يقلل الإصابة بسرطان الجلد والمثانة والرئة والثدي والفم.
فيتامين E ومادة سيلنيوم تقلل الإصابة بأورام الجهاز الهضمي والرئة والبروستاتا.
الكالسيوم وجرعات قليلة من الاسبرين تقي القولون من الأورام لأنها تقلل مادة البروستاجلاندين في الغشاء المخاطي للقولون والتي تؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون.
وأخيراً فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يقدره إلا المرضى والوقاية دائماً خير من العلاج ونسأل الله الصحة والعافية لنا أجمعين.
د. خالد جلال
رئيس قسم علاج الأورام
مستشفى السعودي الألماني بالرياض
|