أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي حملة تحريض ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات داعياً الدول الأوروبية إلى ان تحذو حذو إيطاليا في معاملة عرفات.
وفضّل عرفات من جانبه الركون إلى فضيلة الصمت تجاه هذه الحملة الشارونية المسعورة التي يتردد صداها في الأوساط الرسمية الأمريكية وفي الإعلام الأمريكي.
وتتخذ الحملة الشارونية صوراً شتى بغرض التقليل من شأن الرئيس الفلسطيني وذلك بكيل المديح لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وهذا المسلك يتكرر بذات الكيفية لدى عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين لا يكفون عن الثناء على أبو مازن.
أما رئيس الوزراء الإيطالي الذي يقدمه شارون كمثال للرئيس الأوروبي ويدعو أوروبا إلى اتباع خطواته، فقد رفض ان يقابل عرفات عندما زار فلسطين مؤخراً لكنه تلقى صفعة من رئيس الوزراء الفلسطيني الذي رفض ان يلتقيه لأنه لم يقابل عرفات.
وفي الواقع فإن إسرائيل تبدو منشغلة بعرفات وبأمر عزله إلا ان عرفات لا يجهد نفسه بمتابعة هذا الشأن فهو يدرك ان إسرائيل لا تستطيع تغيير الحقائق على الساحة الفلسطينية وانها فقط تسعى إلى خلق التناقض بين القيادات الفلسطينية وبين الفصائل لكي تشغل الفلسطينيين بصراعاتهم الداخلية وتشل حركتهم تجاه المطالبة بحقوقهم التي اغتصبتها.ويحرص رئيس الوزراء الفلسطيني ووزراؤه على عدم تجاوز عرفات في تصديقهم لشؤونهم اليومية وهم بذلك يردون بطريقة مباشرة على محاولات إسرائيل اليائسة لعزل عرفات.
وسترى إسرائيل أن أبومازن أو أي فلسطيني آخر في هذا المنصب لن يقدم لها التنازلات التي تطلبها وإلا فإنه سيكون غير جدير بالمنصب، وهو لا يستطيع إلا أن يعكس إرادة وتطلعات الشعب الفلسطيني.
|