أصبح سقوط الجنود الأمريكيين قتلى برصاص المقاومة العراقية شيئا مألوفاً، إذ لا يمر يوم إلا ويسقط قتيلان أو أكثر مما أجبر القوات الأمريكية على إعادة تنظيم تواجدها داخل المدن العراقية، فقد ذكرت الأنباء أن القوات الأمريكية أخلت مركزها الرئيسي في مدينة الفلوجة وانسحبت إلى خارج المدينة بعد أن أصبحت هدفاً يومياً للقذائف الصاروخية ومدافع الهاون.
أيضاً مواقع القوات الأمريكية في بغداد أصبحت من الأهداف اليومية حيث لا يمر يوم إلا ويُقتَل جندي أو أكثر مما جعل الجنود الأمريكيين يشعرون بقلق وخوف وهو ما دفع بعض الجنود إلى محاولة الهرب كما ذُكر قبل أيام.
تنامي العمليات ضد الجنود الأمريكيين وارتفاع عدد القتلى دفع الرئيس الأمريكي جورج بوش للاعتراف بوجود مشكلة أمنية في العراق وهذا يتطلب مواجهتها بقوة..!!
تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وتزايد القتلى دفع صحيفة نيويورك تايمز إلى المطالبة بتحرك الإدارة الأمريكية بشكل سريع لإيجاد حلول وتسليم العراق للعراقيين، وأوضحت أنه لا يكفي ان تدعي إدارة بوش ان امريكا لديها قوات كافية على الأرض لردع أي تحدٍ عراقي ولكن المطلوب هو خطة واقعية قابلة للتطبيق من أجل إعادة الأمور لطبيعتها كما أن الإدارة بحاجة لاطلاع الشعب الأمريكي بالحقيقة والاعتراف بأن تحقيق الاستقرار وانعاش العراق سيستغرق أكثر من مجرد عدة أشهر ويمكن أن تكون تكلفته المزيد من أرواح الامريكيين.
وأكدت نيويورك تايمز على أن احد التغييرات المطلوبة بإلحاح تتمثل في تحقيق المزيد من التقدم الملموس تجاه حكم العراقيين لأنفسهم ويجب ان يفعل رئيس الإدارة المدنية بول بريمر المزيد من أجل إبعاد الأمريكيين عن نيران الاستياء العراقية. وقد يقلل بدء العمل الجاد لوضع الدستور من مخاوف العراقيين التي أصبحت قاسما مشتركا بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية والأكراد على حد سواء.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز ان هناك حاجة لبدء جهد منظم لتجنيب الجنود الأمريكيين والبريطانيين النيران القاتلة في شوارع العراق وهذا سيتطلب إعادة تجنيد وتدريب اعداد متزايدة من الشرطة العراقية وقوات الأمن العراقية وخصوصاً أن القوات الأمريكية أو البريطانية غيرمؤهلة أو مدربة للتعامل مع الجموع أو القيام بمهام الشرطة.
|