يقول الشاعر السوداني سيد أحمد الحاردلو: «نحن مثل التاجر يملك بضاعة جيدة لا يعرف كيف يعرضها لزبائنه».
وأمام ما يقول تتجلى ما تخبئه فاعليتنا وتخونه خطاباتنا الشفهية.. فنحن أمة لا تبني حوارها ليكون وجودها حيث نعاني فشلاً مريعاً من الخطاب الشفهي الناجح في النقاشات والطروحات حتى البسيط منها في الاذاعة والتلفاز والحوار العادي مع أُسرنا حتى.. لا نملك ان نعرض كلماتنا في سراب القبول لواقعية الوصول.. نحن لا نستطيع ان نصل بكلامنا الشفهي المتحدث الى عيون الرضا وآذان الاصغاء وان كنا نتحدث عن الخطاب الشفهي العام الذي يخاطب العامة والخاصة الصغار والكبار رجالاً ونساء فبالفعل لا توجد قدرة متوافقة تصوغ حضوراً كلامياً جيداً حتى من الطبقات المتعلمة.. ربما يتفوق من كان لديه احتكاك مباشر لصياغة حوار مطلوب للتعامل مع فئات محددة كالمعلمين أو الأطباء أو المهندسين.. أو.. قادرين على صياغة خطاب يعنيهم هم.. بالدرجة الأولى.. خطاب خاص من خلاله سخروا الخطاب الشفهي الى حضور قوي مقبول اقناعي.
لكن الطبقات العادية لا تستطيع ان تتحدث بطلاقة لتعبِّر بمهارة.. فالحوار الشفهي فاشل بشكل مريع ويفتقر للوصول الى الطرف الآخر.. في وقت نجد شعوباً أخرى تستطيع الحديث بطلاقة وترابط قادرة على عرض البضاعة بطريقة فاعلة ومقبولة.. استطاع كل صحفي غربي زار القدس المحتلة ان ينقل ما رأه بقدرة منصفة وباكية مؤثرة شفهياً وكتابياً تحدثوا في كل وسائل الاعلام رغم ان القضية تمسنا نحن..
وليتكلم أيٌ منا عن قضية فلسطين تخونه العبارات وتخذله المعاني.. رغم أنها القضية الأزلية.. فقد بارت تجارتنا رغم أننا نملك اللغة الأم.. وتألقت بضائع الغير وهم يملكون لغة مكسورة مجموعة من لغات شتى.. فأهل الفصاحة والبيان خانهم البيان.. نعجز عن نقل أصواتنا الشفهية..
آخر النبض
هل هو قدري؟؟؟
هل هو قدري.. هل قدري هو الانتظار.. هو ان أدير ظهري لظهر جفائك.. وأظل اتجرع موت انتظار ما لا يأتي!!
هل هو قدري دمع ساخن.. كل ليل يجلد هذا التماسك.. هل هو قدري خصام يعيث في تفاصيل حياتي.. وحدة ساخنة تكوي لهب صبري.. هل قدري ان أعيش ساعات وسنوات حزن أقام مساكنه في قلبي..
ماذا جنيت حتى أظل خلف أعمدة الخصام تضرب وقوفي الطويييييل في شوارع الحزن انتظر انتظر انتظر؟؟
فهل هذا هو قدري ان أقف وحدي مع خيال لا يكون حقيقة وحزن لا يتبدل بفرح وظلام لا يغسله ضوء.
هل هو قدري ان أعاقب بلا خطيئة وأودع بلا لقاء وانتظر بلا قادم يأتي..!!
هل قدري أن أموت ببطء.. ببطء.. ببطء..
|