Saturday 12th july,2003 11244العدد السبت 12 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جداول جداول
رحمة بالمواطنين يا رئيس الطيران
حمد بن عبدالله القاضي

** أزعم أنني منذ حملت القلم وأنا معنيّ بالكتابة حول كل ما من شأنه أن يخفف أعباء ومتطلبات الحياة على المواطنين وبخاصة زيادة سعر أي سلعة أو خدمة يتضرر منها من لا يسألون الناس عفة أو إلحافاً.
ومن هنا أكتب اليوم عن الرسوم الباهظة في مواقف مطار الملك خالد الدولي بالرياض تلك التي ارتفعت بنسبة 100% بين عشية وضحاها، حيث تمت مضاعفتها، وأصبحت الساعة (بريالين) بمعنى أن المواطن «من موظف صغير إلى طالب ذي مكافأة محدودة» عندما يسافر في إجازة نهاية الأسبوع إلى أي منطقة عليه أن يدفع ما يزيد على (100 ريال) قيمة وقوف سيارته، وكأن المواطن البسيط (ناقصه) زيادة رسوم أو تكاليف..!
لقد وصلتني هذه الشكوى من أكثر من مواطن متألم من هذا الرسم الباهظ وأستغرب لماذا الزيادة فأولاً: السيارة لا تأكل ولا تشرب حتى تكلف دفع المواطن ريالين عن كل ساعة أو (28 ريالاً) مقابل الوقوف ليوم واحد، فالزيادة مرهقة وغير معقولة.
وثانياً: إن من يستخدم هذه المواقف الأغلبية من المواطنين من ذوي الدخل الحدود لأن القادرين مالياً يخرجون مع السائق الذي يوصلهم إلى المطار ويعودون مرة أخرى لإيصالهم إلى منازلهم،
وثالثاً: إن هذا القرار بقدر ما أرهق المواطنين فكأنه جاء لنفع شركات الأجرة، لأن المسافر سيضطر لاستخدام سيارة الأجرة فهي أوفر له عندما تزيد سفرته عن يومين.
إنني قبل أن أكتب هذه المقالة، وعندما وصلتني هذه الشكوى اتصلت بالأخ الكريم المهندس سعد الطاسان مدير عام مطار الملك خالد الدولي، ونقلتها إليه وقد أبدى تفهما واهتماما كبيرين، ووعدني ببذل ما يستطيع عليه.. علماً أن الذي وافق ووقع الاتفاقية هو رئاسة الطيران المدني.
لذا فإنني أوجه هذه السطور إلى معالي رئيس الطيران المدني الجديد م: عبدالله رحيمي الذي أستشرف أن يكون له من اسمه نصيب فيرحم المواطنين من هذه الرسوم الباهظة، ونستشرف أن يسعى جاهداً إلى عودة الرسم القديم (ريال للساعة) أو على الأقل لما بعد الساعتين الأولى والثانية بحيث تكون الساعة بعد ذلك بريال واحد والتدرج بالتخفيض كلما زادت المدة.
إن وضع أسعار ذات قيمة معقولة فيه رحمة بالمواطنين، ومن جانب آخر فهو في صالح الشركات المشغّلة للمواقف لأن هذا سوف يزيد من شغل المواقف الفارغة، وبالتالي يزداد دخلها من هذه المواقف.
لعل هؤلاء المواطنين المتضررين - م عبدالله - يسعدون بقرار تخفيض رسوم المواقف.. ليكون هذا أول خبر تزفه إليهم بعد توليك رئاسة الطيران، والراحمون يرحمهم الله في الدنيا والآخرة.
***
الجيل القادم لكيلا ننساه!!
** نحن نعيش ترفاً معيشياً واجتماعياً باذخين - بفضل الله ما أنعم الله به علينا - لكن هذا الترف الذي نعيشه مطلوب ألا يغرقنا بنعومة الحياة ويُنسينا خشونتها.. مطلوب ألا ينسينا قيمنا في غمرة الإغراق المادي في مباهج الحياة الدنيا ولذاتها.
إننا مجتمع لا يزال في بداية الطريق.. وهناك جيل سنتحمل غضبه وضياعه لو ركنا الى الترف واكتفينا بالنوم على ناعم الرياش.. ونسينا أو تناسينا الجيل اللاحق الذي يجب أن نعمل من أجله.. وأن نجعل له من الثروة التي بين أيدينا ركائز ثابتة تؤهله للعيش الكريم.
إن هذا «البترول» قد ينضب في يوم من الأيام.. وهو سينضب بالتأكيد، والدولة وضعت في اعتبارها هذه الناحية ولهذا وضعت خططها الخمسية الواسعة من أجل بناء اقتصاد راسخ مبني على دعائم لا ترتبط بمادة نافدة اليوم أو غداً، ويبقى دورنا نحن المواطنين لمساندة الدولة في إنجاح الخطط التي وُضعت من أجلنا أولاً ومن أجل أجيالنا اللاحقة ثانياً.
إننا نكون في غاية الأنانية واللا مبالاة لو استمررنا في جني الثمرات الناضجة دون أن نغرس مكانها بذوراً أخرى تحل محلها.. إننا نكون في هذه الحالة كمن يأكل من رأس ماله.
الجيل القادم مسؤولية تاريخ وأمانة جيل.. فيجب أن تعد له بقدر هذه الأمانة وبقدر هذه المسؤولية.
***
آخر الجداول
** للشاعر القصيبي:
«أحُبك.. أدماني المسير.. فلامسي
جراحي.. وصُبّي البرء في يأسها صُبّي
وضيعّتُ في الغابات طهرَ طفولتي
فردّي ضميرَ الطفل في أضلع الذئبِ
وبعثرْتُ حلمي في الدياجي.. فضوِّئي
دروبي بحلم يزرع الشمسَ في الدربِ
أحُبّكِ.. رُشّي الأمنَ فوق مخاوفي
وطوفي كظلّ الفجر في غيهب الكرْبِ»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved