Thursday 10th july,2003 11242العدد الخميس 10 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

23/6/1390هـ الموافق 25/8/1970م العدد 308 23/6/1390هـ الموافق 25/8/1970م العدد 308
خواطر ملونة

بقلم: علي عليان النزاوي
لقد عرف الإنسان العربي القيم والمبادئ منذ بداية نزول الرسالات السماوية على أرضه المقدسة، حتى تبلورت معانيها الإنسانية الرفيعة، وبشكل خاص منذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان، ومن ذلك التاريخ مازال الإنسان العربي صاحب اسمى القيم والمبادئ، وبفضل هذه الرسالة السامية صار يخطو خطوات جبارة نحو الارتفاع الإنساني وإلى الإنسانية الحقيقية.. مؤمن بها ومناضل من أجل مفاهيمها الرفيعة حتى كفلت له الحياة الفاضلة والتحرر والعدل للإنسان في الأمم التي اعتنقت الرسالة السامية فقد كان ولم يزل شعارها التآخي والسلام، وبها ألف الإنسان العربي الإنسان المسلم بعد ان اوجدت الرسالة منه ومن أفراد تلك الأمم الأمة الإسلامية وعلى رغم ان واقع الإنسان العربي في هذه المرحلة التاريخية يظهر بمظاهر سيئة لا تقل حالاً عن واقع الإنسان المسلم فأنت تراهما تارة عديم التآخي لا يهتم واحدهم بما يصيب الآخر أشر كان أم خير فالكل منهم في واد يهيمون، وتارة أخرى تراهما كالأعداء أو كالضعفاء فترى عدم الوئام والاقتراب بقدر ما ترى التخوف وان لم يكن السلام معدوماً بينهم، فإن هناك فراغاً بينهم ينعدم فيه التآخي والسلام وبقدر ما لهذه المظاهر السيئة من خطورة على الإنسان العربي والمسلم على حد سواء فإنهما لم يأخذا بعين الاعتبار خطورة ما تؤول إليه هذه المظاهر حتى يأخذان بالعبرة ومن ثم يبحثان عن أسبابها وملابساتها، فالقيم والمبادئ التي تدين بها امتهما لا تبيح الفرقة والتخوف فضلاً عن هذه المظاهر السيئة وتطورها، وان كان المعترك الدولي قد اوجد خصماً لهما فكان سبباً ساعد على ان تتطور هذه المظاهر السيئة في الأمة الإسلامية، فإن الأمة ذاتها تستطيع ان تلقي بثقلها في أحداث هذا المعترك وتحدث أثراً له صداه لا اشك في رجحان كفته في ميزان القوى الدولية.
فالأمة الإسلامية ذات قوى روحية وبشرية والاعتدال أقل ما يفعله الخصم المعادي لها.
فالمعترك الدولي حينما تظهر الأمة قوتها، وان كان الاعتدال لا يرضي الأمة الإسلامية في هذا الحال لأن قيمها ومبادئها شاملة وليست خاصة لكن الاعتدال من جانب الخصم في هذا المعترك طريق إلى الوصول للغاية الكبرى فضلاً عن تخلصها من مظاهر الواقع السيئ، إذ مهما يكون لإنسان العالم من ثقل وخطورة في المعترك الدولي فإن خطورة وثقل الإنسان العربي والمسلم مجتمعة وخصوصاً في المجال الروحي أقوى بكثير من ثقل إنسان العالم لكنها خطورة وثقل غير موجودة نظراً للتباعد والتخوف الأمر الذي أتاح الفرصة للخصم المعاكس ان يستمر في سيطرته في واقع الأمة وان يجدد قواه ويتفنن بها من حين إلى آخر فأخذ ينشر التشكيك والالحاد بل تمادى في نكران القوة الروحية التي عرفها الإنسان العربي والمسلم على السواء.
ومن الصعب جداً اتهام قيم ومبادئ وتراث الإنسان العربي والمسلم بهذا الوضع السيئ، فهناك مروجون لهذه الاشاعة الكاذبة كما انه من الصعب الحكم على فقدان الإنسان العربي قيمه ومبادئه وتراثه وكذا الإنسان المسلم أين ما كان فضلاً عن القيم والمبادئ الإسلامية..!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved