اطرح تعقيبي هذا على موضوع استوقفني بعنوان «شبابنا المكافح يثبت جدارته في سوق الخضار» «نبض الشارع» بعدد «11218» يوم الاثنين 16/4 وقبل أن أبدأ بالحديث عن سعودة أسواق الخضار والسعودة بشكل عام، شدتني تلك الصورة الملحقة بهذا بالموضوع.
حيث يتضح من الصورة إذا تمعنا جيداً، نجد أن البائع صغير السن إذاً فهو ليس مؤهلاً ليكون بائعاً في تلك المحلات لا يجوز أن نصنفه من الذين يجب عليهم العمل مهما يكن. ولا اعرف كيف تناسى مراسلكم بمحافظة عرعر هذه النقطة.
هنا تطرح تلك الصورة.. سؤالاً كما نطرحه نحن للمسؤولين بوزارة التجارة.. هل تسمح وزارة التجارة.. لأبنائنا صغار السن والذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً بممارسة البيع في تلك المحلات كأسواق الخضار مثلاً؟؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى سأتطرق لمشكلة السعودة بشكل عام.
علماً بأنني قد تطرقت لمشكلة السعودة قبلاً.. والحديث عنها يطول ويتشعب، لكن في الإعادة إفادة.. وأبدأ من حديث المراسل بأنه ليس عيبا أو حراماً أن ينزل الشاب السعودي العاطل لسوق العمل وأن يشمر عن ساعديه ويبيع في أسواق الخضار والذهب و..و..و الخ.. بل أنه من المفرح عندما تجد الشباب السعودي يديرون تلك المحلات بأنفسهم ويعتمدون على أنفسهم في شتى الحرف، ونحن متفقون على أن تلك الأعمال ليس فيها عيب، وأن الراتب لا يفي بمتطلبات الشاب الحياتية.
فالجميع يعلم بأن تلك الرواتب ضئيلة جداً وهنا «مربط الفرس» فلو أن المرتبات التي تعطى للشاب السعودي في تلك الأسواق رواتب مجزية لما تركها أغلبية الشباب والبحث مجدداً عن عمل آخر أو حرفة اخرى يجني منها ما يغنيه عن السؤال، ومن هنا أرسل هذه الكلمات إلى كل من يهمه الأمر من ولاة ورجال الأعمال على وجه الخصوص من أصحاب المؤسسات والشركات الكبرى.. المساهمة في توظيف الشباب السعودي في جميع شركاتهم ومؤسساتهم وكذلك تشجيعهم من الدولة رعاها الله بالاستثمار في داخل البلد، أو على الأقل وضع صندوق لدعم الشباب لفتح مشاريع صغيرة خاصة بهم، يدعمها أغنياء البلد وتشرف عليه الدولة ممثلة بأحد الصناديق المعروفة، كصندوق التنمية مثلاً.
ويكون عبارة عن مبلغ مالي يصرف للشاب على شكل «سلفة»، بشرط أن يكون هناك توجيه من قبل الصندوق وبشروط ميسرة ومعينه يجب على الشاب الالتزام بها، لمعرفة مدى نجاح المشروع، بحيث نضمن نجاح المشروع الذي سيقيمه الشاب وألا سيكون الصندوق خاسراً في بداياته.
على أن يقسط المبلغ عليه بأقساط ميسرة يستطيع من خلالها الشاب الدفع والاستمرار في تكبير وتوسيع هذا المشروع ولا ننسى المتابعة المستمرة لهذه المشاريع حتى نضمن استمرار نجاح المشروع، وبهذه الطريقة.. يخف الضغط على الوظائف الحكومية والخاصة، هذا والله ولي التوفيق والقادر عليه.
مترك بن تركي آل مرزوق السبيعي
|