تعقيباً على ما نشر في جريدة «الجزيرة» حول ما كتبه الأخ سعد محمد العليان في 4/5/1424هـ حول موضوع «منهج الرياضيات للصفين الخامس والسادس» لي بعض الاضافات والملاحظات حول هذا الموضوع المهم الذي يعني كل مربٍ ومسؤول بيده القرارات التربوية المتطلعة للأفضل مع تقديرنا لمن بذلوا جهداً واضحاً في تأسيس هذه المقررات القيمة والنافعة إن شاء الله:
1- من باب شهادة الحق أن وزارة التربية والتعليم خطت خطوة ايجابية حول مقرر الرياضيات للصف الخامس على وجه التحديد إذ حذفت جزءاً من المقرر كان يشكل عبئاً على المعلم والطالب على حد سواء، صحيح أن هذه الخطوة لم تتم إلا بعد وقت طويل من الكتابات والملاحظات من الميدان والمتخصصين، لكن هذا عمل جيد يستحق الاشادة ويقلل الفجوة بين الميدان وأصحاب القرار في التربية والتعليم.
2- أؤيد ما قاله الأخ سعد في مقاله «ان بعض المسائل اللفظية تنمي لدى الطالب أسلوب التفكير العلمي وتعزز الجانب المهاري الخاص بالاكتشاف.. ولكن بعضها الآخر «وأنا أقول الكثير منها» لا تكاد تلبي هذا الاتجاه نظراً لصعوبتها مما يقف حينها مستفهماً.. حائراً ومن ثم يتنامى لديه الاتجاه السلبي نحو هذه الماداة!» فبحكم عملي بهذا المجال لفترة ليست قصيرة ألاحظ أن المسائل اللفظية بالذات - وعلى هذا النحو - لا تخدم كثيراً ما نتطلع إليه من تنمية التفكير واثارة غريزة الاكتشاف لدى المتعلم بل العكس هو الذي يحدث في الغالب.
3- وأسأل - كما يتساءل المعلمون غيري في هذا المجال - بل حتى بعض أولياء الأمور يتساءلون - بل حتى بعض الطلاب - يستغربون - ما الفائدة من دراسة «الهكتومتر، الديكامتر، السللتر»؟!!! ما علاقتها بواقعنا؟ هل سنستفيد منها بحياتنا العملية؟ أو حتى العلمية؟ ذكر الأخ سعد مثالاً واحداً وهناك أمثلة أخرى لا يتسع المقام لذكرها؟ يقحم بها الطالب ويثقل كاهله دون جدوى تستحق هذا الجهد والعناء! أليس أجدى من ذلك اعطاء مساحة أكبر في المقرر للمهارات الأساسية كالضرب والقسمة والموضوعات المتعلقة بها؟
4- بالفعل ليس هناك ترابط واضح بين نشاط الدرس ومحتواه مما يقلل حماسة المعلم والمتعلم لهذا النشاط الذي في حقيقته محبط ومعيق أكثر منه دافعاً إلى الاكتشاف والاستنتاج.
5- ألسنا نقول دائماً معشر المربين «الكيف أهم من الكم» أين تلك المقولة من مقرر الرياضيات المملوء بالموضوعات والأفكار! والأهداف والكم الهائل من الأرقام التي تجعل الطفل خائفاً وجلاً ولسان حاله يقول «ماذا فعلت لهم حتى يغرقوني بهذه الكثرة التي هي فوق طاقتي؟!» لماذا لا نقلل الكم الزائد - بعد الدراسة والتشاور مع أهل الميدان «معلم المادة بالذات» - لنجعل له مساحة فارغة.. حرة.. تكون له مجالاً للابداع وفرصة كافية لربط المقرر بالواقع - أرجو - أن يأتي اليوم الذي يكون للمعلم امكانية المشاركة في المقرر - بشكل أكبر - ويأخذ من الواقع ما يتناقش به مع طلابه داخل الفصل فيكون هناك تفاعل واقتناع بأهمية ما يتعلم لأن الطالب إذا خرج من مدرسته سيلمسه في واقعه ويعمل فكره وينعكس على سلوكه.. أليس هذا ما ننشد ونريد؟ ألسنا نريد شخصية الطالب المسلم المتفاعل مع مجتمعه المساهم في بناء وطنه الناضج فكره المستقيم سلوكه.. أليس هذا ما نتطلع إليه؟ أليس هذا هدفنا كلنا؟ إذن لماذا لا نسرع الخطى في التطوير والتجديد وتلمس احتياجات العصر؟ لماذا البطء وعلام التردد ما دامت النوايا حسنة والهدف واحد؟ علام!! من حقنا أن نعتب على المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ونطالب بالمزيد من الجلوس مع أهل الميدان على طاولة واحدة! والوقوف على آلامهم وآمالهم في المقررات الدراسية وغيرها، وما عتبنا هذا إلا من عشمنا بهم فنحن نكن لهم كل الاحترام والتقدير ولا يراودنا أدنى شك في أنهم يحملون هم هذا الجيل ويطمحون كما نطمح في تعليم أفضل وجيل أرقى وهم ونحن إن شاء الله سنصل لتحقيق هذا الهدف النبيل، تحية لجريدة «الجزيرة» وعذراً للقارئ إن كنت أثقلت.
عبدالله حمد الدليقان- عنيزة
|