اطلعت في عدد الجزيرة رقم (11238) ليوم الاحد الموافق 6/5/1424هـ على ما كتبه الأخ محمد بن فهد العتيق حول قضية غلاء المهور وارتفاع نسبة العوانس في مجتمعنا لأسباب متفاوتة تحدث الأخ محمد عن بعض هذه الأسباب وأشار إلى أن نسبة العوانس في المملكة قد بلغت 30% وهي في نمو مستمر إذا لم تجد موقفا مسؤولا يتصدى لها.
إنني أحيي الأخ محمد ومن سبقه في مناقشة هذا الموضوع المؤثر في مسيرة المجتمع، ولعلي اختلف مع من أطنب كثيرا في هذه القضية عند مسألتي غلاء المهور وعضل البنت طمعاً في راتبها، ففي مسألة غلاء المهور وإن وجدت بالفعل في نواح من بلادنا واعتبرت ظاهرة في تلك الجهات، إلا أن الكثيرين قد جعلوا منها شماعة يعلِّقون عليها تقاعسهم عن الزواج.. والدليل في ذلك ان هؤلاء الشباب الذين يتحججون بغلاء المهور تراهم يركبون من السيارات في الغالب ما تفوق قيمته تكاليف الزواج!! بل وقد ينفقون أموالهم عند السفر للخارج وغيره ولو أن هذه الأموال وجدت من يحفهظا لكانت كافية في إتمام نصف دينهم!!
أما مسألة عضل البنت طمعا في راتبها فهي ايضا لا تشكل ظاهرة إلى هذا الحد، نعم هناك من الأولياء من يفعل ذلك إما لضيق ذات اليد أو لشح في نفسه أو غير ذلك من الأسباب، لكنهم بالجملة أفراد معدودين في كل مجتمع لا يصح أن نعمم أخطاءهم على مجتمعاتهم أو نعطيها اكثر مما تستحق.. بل إن هناك من سرى في الناس أنه يرد الخُطَّاب طمعاً في مرتب بناته وهو لم يأته احد!! وإن وجد فما أجدرنا بنصيحته ومعالجة وضعه بما يناسبه وهذه هي الحلقة المفقودة في الغالب.
إنها دعوة موجهة للآباء أن يتقوا الله في أبنائهم وبناتهم، وأن يسعوا في تزويجهم وإعفافهم، وإنه لمن يُمن المرأة تيسير نكاحها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزد في صداق على أربعمائة درهم، وعمر الفاروق رضي الله عنه خطب لابنته من تقر عينه أن يراها في كنفه، كذلك هي دعوة للرجال الراغبين في التعدد؛ تزوجوا من العوانس والثيِّبات ففي ذلك الخير الكثير لكم، فإذا سألتم بمن تقتدون حينذاك؟ فأقول لكم إن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً سوى عائشة رضي الله عنها.
أحمد الخنيني
الزلفي ص ب (333)
|