Thursday 10th july,2003 11242العدد الخميس 10 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عجب العجاب عجب العجاب
محمد عبدالحق / الدمام

لا أعرف كيف أبدأ كتابة هذا الموضوع الذي بدأ يشكل هاجساً مخيفاً ومنعطفاً خطيراً مما يعاني منه الكثير من المدرسات والموظفات والطبيبات وغيرهن ممن يعملن مقابل اجر او راتب شهري، ولا اعرف كيف اسرد الظلم والتظلم الذي واجهته هؤلاء الموظفات والضغوط النفسية والعصبية حين اقتراب موعد تسليم الرواتب. الفتاة منذ نعومة أظفارها الى ان تبدأ الحياة العلمية لاتعي مايجري حولها من الوان الحياة واشكالها وملاذها بحلوها ومرها، فبعد ذلك تبدأ دخول المدرسة التي هي نبع التعليم والتثقيف وغذاء الروح والعقل، فسنة بعد سنة تنتهي المرحلة الابتدائية ثم تليها المرحلة المتوسطة وتتبعها المرحلة الثانوية، وبعد ذلك تكون مهيأة لدخول الكلية او الجامعة، تنتهي بعد ذلك المراحل التعليمية الثلاث بحلوها ومرها وتبدأ الحياة الاخرى سواء كانت الزواج او مواصلة التعليم العالي.
اذا كانت انتهت بالزواج فهذا امر طبيعي جداً، واذا كانت ستواصل تعليمها العالي فانها حتماً ستحمل على عاتقها مسؤولية المذاكرة والدراسة والتركيز والبحوث والسهر والتعب من اجل تحضير الدبلوم والبكالوريوس ومن ثم الماجستير بعدها الدكتوراه في التخصص الذي خططت له منذ زمان بعيد حيث المستقبل الجميل المفعم بالطموح.
بعد الحصول على شهادتها الكبيرة قد تحصل على وظيفة مناسبة مبكراً وقد تألو جهداً في البحث عما يناسب شهادتها والتي اضاعت سنوات طويلة من عمرها مابين سهر ودراسةوتنقل وغربة وتضحيات كثيرة من بعض افراد الاسرة ان لم يكونوا جميعهم الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل ان تحصل ابنتهم على تحقيق حلمها الوردي الذي انتظرته عدة سنوات.
وتأتي المرحلة الأكثر حرجاً..!!
وبعد ان تستقر الفتاة في الحياة العملية مع الانسجام التام بالمناخ الوظيفي وبعد تطبيع العلاقات والزمالة، فجأة تفيق من ذاك الحلم الوردي الجميل الممتع الذي تبلورت فيه لتفاجأ بأحد الاقارب او غيره يتقدم لخطوبتها للزواج منها على كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبعد اتفاق الاطراف المعنية في هذا الموضوع يحدد موعد الزواج الذي يليه شهر العسل ثم يبدأ مسلسل التلاعب بالاعصاب وفرض السلطة وجبروت الرجال، حيث يبدأ بعض الازواج بالتحايل والتخطيط للاستفادة من راتب الزوجة تدريجياً والتي لاحول لها ولا قوة في هذا او حتى قول كلمة لا، حيث يقوم بعض الازواج بضرب الزوجة او استخدام العنف معها او تهديدها بالطلاق واي شيء قد يخطر على باله كي يحصل على راتب الموظفة المسكينة التي امضت احلى سنوات طفولتها وصباها وربيع عمرها بين دهاليز القراءة والمذاكرة وسهر الليالي وتورم العينين والارق وتوتر الاعصاب والغربة حتى كونت لها كياناً وظيفياً مميزاً تعبر به عن شخصيتها التي امرنا به رسول الانام صلى الله عليه وسلم باحترامها وتقديرها فهي الزوجة والاخت والام والطبيبة وكل شيء في الحياة.
بعد ذلك يأتي بعض ضعاف النفوس من الازواج ويأخذ تعبها وتعب السنين الطويلة باردة جاهزة والذي لاحق له فيه، اي شرع هذا واي قانون ينص على ان المرأة تعمل والزوج يتمتع بشقائها عنوة..؟!
العقل والدين والمنطق يقول ان الزوجة حرة في كامل راتبها ولايحق لاحد سواء كان الاب او الزوج ان يأخذ ولو جزءاً لا يتجزأ من هذا الراتب الا بموافقة الزوجة التي تعمل وتتعب وذلك عن طيبة خاطر، وغير ذلك لايجوز المساس براتب الموظفة ألبتة، لقد قرأت في احدى الزميلات.. راتب الموظفة بين مطرقة الاب وسندان الزوج، هل يمكن ان يصل بنا الجشع والطمع وحب المال الى هذا الحد الذي نحرم زوجاتنا وبناتنا من التمتع بمبلغ اكتسبنه من عرق جبينهن..؟!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved