لقد تشرفت بالعمل موظفاً تحت قيادة أخي الكبير الغالي معالي الدكتور ناصر بن محمد السلوم منذ عام 1394هـ حيث تعلمت منه حب العمل المتواصل والإخلاص فيه وسرعة إنجازه تعلمت منه عدم الملل من طول العمل كم سهرنا الليالي معه سواء في الوزارة أو أثناء جولات معاليه التفقديه على المشاريع في أرجاء مملكتنا الحبيبة لدرجة أننا لم نكن ننام إلا سويعات قليلة ومع ذلك نحس بنشاط غريب بسبب تشجيعه لنا، فقد كان خير قدوة يقتدى به في الإخلاص بالعمل.
لقد كان معاليه شديداً في حرصه على عدم التهاون في إنجاز الأعمال التي يكلفنا بها كما كان يتمتع معاليه بشخصيتين مختلفتين تميزه عن غيره من المسؤولين.
الشخصية الأولى هي العملية ففي المكتب والميدان لا يتهاون مع أي موظف يهمل أو يتقاعس في إنجاز عمله ويعاتبه عتاباً شديداً لكنه في الشخصية الثانية والتي عايشتها معه كثيراً في منزل معاليه أو في الفندق كان صاحب روح مرحة وقلب حنون وصاحب نكتة كان معاليه يصر على أن نتناول طعام الإفطار معه في غرفته بالفندق فعلاً إنه شخصية مميزة ونادرة وفقه الله.
ولن أنسى الجانب العاطفي والاجتماعي الذي يتميز بها معاليه فلقد عايشت حالات إنسانية كثيرة وقف معاليه مع أصحابها وقفة رجل مخلص يحمل قلباً كبيراً يشع منه الحنان والعطف والرحمة قلب ينبض بالإنسانية النادرة.
لقد وقف معي شخصياً معاليه في موقفين لن أنساهما لمعاليه طوال حياتي أحدهما عندما كتبت لمعاليه عن حال أحد زملائي الصحية وانه يعاني من مرض قد يفقده أولاده بسببه فقد اهتم بالأمر أيما اهتمام فكتب يطلب نقله على وجه السرعة للمستشفى العسكري وتابع الأمر بنفسه هاتفياً حتى ادخل زميلي للمستشفى واستمر يتصل بي شخصياً للاطمئنان على حالته حتى خروجه من المستشفى سليماً معافاً.
فجزاه الله عني وعن زميلي كل خير وجعل عمله هذا في موازين حسناته.
والأمر الثاني عندما كتبت له عن وضع ابن عائلة يتيمة لا عائل لهم بعد الله إلا هذا الابن حيث تكرم معاليه بالشفاعة له عند كبار المسؤولين بالدولة لمساعدته فتم له ما أراد وكان يتابع الموضوع معي هاتفياً حتى انتهى موضوعه.
يا أبا محمد الغالي.
نعم لقد فقدتك فأنت المعين بعد الله لي في مثل هذه الأمور الإنسانية إضافة لفقداني أخاً غالياً وخير معلم وموجه.. كما أنني على يقين بأن شبكة الطرق الكبيرة والجسور العملاقة قد فقدت راعيها وبانيها.
بل إن كل مكان في هذه الشبكة العملاقة لك فيه بصمة يا أبا محمد ستظل ذكراك في قلوبنا... وسيواصل مسيرة البناء إن شاء الله معالي الدكتور جباره الصريصري الذي نتوسم فيه الخير ليكون خير خلف لخير سلف لكي يحقق الله عز وجل على يديه الطموحات التي تسعى لتحقيقها وزارة النقل في ظل راعي هذه البلاد حفظه الله الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني يحفظهم الله ويرعاهم.
وأخيراً.
آمل أن تثق ثقة تامة بأننا لن ننساك مهما ابتعدت عنا بجسمك إلا أن قلوبنا معك وسيكون تواصلنا معكم مستمراً فلا يمكن لنا أن ننسى من هو مثلك أخاً عزيزاً وغالياً وإننا على العهد محافظون من الأعماق يا صاحب القلب الكبير اتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح في حياتكم الخاصة.
وتقبلوا معاليكم خالص تحياتي وتقديري.
|