استقالة أبو مازن

تضغط إسرائيل باستمرار من أجل ألاَّ تتحقق وحدة الصف الفلسطيني وقد رأت في الهدنة التي توافقت عليها عدة فصائل فلسطينية ملامح عمل فلسطيني موحد وفعَّال وينبيء بإنجازات مؤثرة على صعيد العمل الفلسطيني المشترك.
غير أن الآمال الفلسطينية في العمل الجماعي تعتبر الهدنة من أبرز الاختبارات له سرعان ما اهتزت بالاستقالة التي أعلن عنها أول أمس رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، حيث يتعرض ضغوط من قبل الأعضاء الآخرين في لجنة فتح المركزية حول التفاوض مع إسرائيل بشأن الأسرى.
وتدرك إسرائيل أهمية موضوع الأسرى على الساحة الفلسطينية وقد سارعت فور إعلان الهدنة إلى التقليل من حجم التوقعات الفلسطينية بشأن أعداد الأسرى الذين ينبغي الإفراج عنهم، وبينما انتظر الفلسطينيون الإفراج عن أكثر من ثمانية آلاف أسير فإن إسرائيل تحدثت فقط عن بضع مئات كما أكدت أنها لن تفرج عن سجناء من حماس والجهاد.
ومن الواضح أن إسرائيل تسعى إلى إحلال التناقض محل الوفاق الفلسطيني من خلال موضوع الأسرى هذا ومن خلال إعلانها عدم الالتزام بالهدنة، حيث تركزت الانتقادات الفلسطينية على سياسة أبومازن التفاوضية مع إسرائيل حول الأسرى.
إن الإنجاز الفلسطيني المتمثل في التوافق حول الهدنة وسلسلة الاجتماعات التي عكست تقارباً بين الفصائل كلها أمور لا ينبغي التفريط فيها بل يتعين العض عليها بالنواجز والبناء عليها من أجل تقوية العمل المشترك وتعزيز آليات التلاقي على الرغم من تعدد التوجهات التي ينبغي استغلالها لإثراء الساحة الفلسطينية بدلاً من تركها تصيب الجسد الفلسطيني بالوهن من خلال استغلال إسرائيل لها.