الحسابات إما رابحة أو خاسرة، عليه فالحسابات الرابحة في الدنيا أربح وأربح في الآخرة مثلما أن الحسابات الخاسرة دنيويا أخسر وأخسر أخرويا، وذلك حين ينال المظلوم العوض ويلقى الظالم من الجزاء على ما قدره من ظلمه مثقال ذرة.
المجتمع- أي مجتمع- ليس إلا مجموعة شوارع.. منها الواسع ومنها الضيق.. كما أن منها السالك وغير السالك.. والسريع والبطيء.. وغير ذلك من الصفات والسمات والهيئات الشوارعية المألوفة. أما ما هو غير مألوف هنا فكل هذه الشوارع تتميز بكونها تعتمد على شارع رئيسي واحد بإشارة مرورية واحدة أيضا، وهنا هلا تخيلت فيما لو تعطلت هذه الإشارة..؟ بكل تأكيد ان الفوضى ستكون هي النتيجة، ومثل ذلك ستكون النتيجة أيضا فيما لو انفلت ايقاع هذه الإشارة تأخيرا أو تعجيلا.. حيث إن تأخرها سينجم عنه تكدس المركبات في الشارع الرئيسي كما أن تعجيلها سينقل التكدس إلى مختلف الشوارع الفرعية الأخرى خصوصا منها «الخلفية»، إذن فأهمية ضبط ايقاع هذه الاشارة تسري تماما على أهمية ضبط إيقاع الحياة الاجتماعية.. حيث ضرورات «لا ضرر ولا ضرار».. لا افراط ولا تفريط.. لا عجلة ولا تأخير.. لا تضييق ولا انفلات.. لا تشديد ولا تساهل.. بل هي وسطية «البين بين..!».
يا رحيل.. من مضته آلام ما مضى لن يخلو من الألم حاضره.. وليس هناك من مستقبل مشرق لمن استشرف- فعزف- عما هو آت..! فما أصعبها هي يا رحيل معادلة العيش لمن فك طلاسم اختلال المعادلات.. وما أندرها هي القناعة لمن دفن قناعاته في مقابر القناعات..؟! إنه ليس بحوزته الآن يا رحيل تساؤلات ليس لها إجابات.. سوى انه بعدك هناك يجثو مطرق الرأس.. يجول فيه الاستفهام ويصول فيه العجب.. يتساءل ما السرُّ في أن من يجيد العوم في ضحيل المستنقعات يغرقه حتما الغوص في أعماق المحيطات.. بل أغمض من ذلك.. وأعجب منه يا رحيل: ما السرُّ في أن من يتقن الغوص في أعماق المحيطات عرضة- لولا ترفعه- لأن يغرق في ضحيل.. ضحيل المستنقعات..؟!
الحياة مفارقات.. حتى الموت يموت يا رحيل..!
|