بعد أن وطئت قدماه جزيرة جوري يكون «امبراطور العالم المعاصر» جورج بوش الثاني قد أكمل تفقد جميع قارات امبراطوريته المترامية الأطراف على الرغم من أنه لم يزر أستراليا حتى الآن.. إلا أن زيارته الحالية لأفريقيا تكمل تفقده لقارات العالم القديم وبعض الجديد، بالإضافة إلى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية اللتين تعدان فضاءً مغلقاً لسادة البيت الأبيض.
أما أوروبا فليست بعيدة عن الرؤساء الأمريكيين وإن ظهر بوش الثاني الآن زعيماً لا ينافس لأوروبا الجديدة وجزءاً لا يستهان به لأوروبا القديمة.
وقارة آسيا. للأمريكيين وجود قوي من جنوب شرق آسيا إلى الشرق الأدنى والأقصى وبالسيطرة على أفغانستان وبعد تحلل الاتحاد السوفياتي امتد النفوذ الأمريكي إلى وسط آسيا، وبعد احتلال العراق أصبحت أمريكا تسيطر على سقف آسيا وقاعدتها وبطنها وظهرها.
أما أفريقيا فيعد الاهتمام الأمريكي والتمدد لهذه القارة الواعدة طارئاً.. أو على الأقل لم يتعد سوى عقدين، فبعد الفشل الذي تعرضت له القوات الأمريكية في الصومال، عملت أمريكا على إيجاد موطئ قدم لها في أفريقيا، من خلال إقامة محطات نفوذ سياسية في أكثر من عاصمة أفريقية وبدأت تزاحم من سبقوها إلى أفريقيا، بإثارة القلاقل أمامها للحلول محلها وقد حققت واشنطن العديد من النجاحات، إذ أخذ نفوذها يتمدد على حساب الوجود الفرنسي.
ولذا فإن زيارة جورج بوش الثاني إلى أفريقيا السوداء من الجزيرة السنغالية الجميلة جوري ومن ثم التوجه إلى جنوب أفريقيا، يعد تأكيداً للحضور الأمريكي القوي في أفريقيا، وحتى اختيار الجزيرة جوري التي كان «عبيد أفريقيا» الذين كانوا يرسلون إلى أمريكا مركزاً لتجميعهم، قد يذكِّر الأفارقة بمأساة الرق ويحذِّرهم من «الرق السياسي» القادم.. إلا أن الامبراطور جورج بوش الثاني حاول الاعتذار عن تلك المرحلة.. منوهاً بأن أمريكا لا تدخل بلداً.. ولا قارة إلا وتجلب الحرية والديمقراطية.. حتى وإن كانت شبيهة بالحرية والديمقراطية التي تطبق الآن في العراق.
|