* واشنطن أ ش أ:
تصاعدت امس حملة الانتقادات التي بدأها الخصوم السياسيين للرئيس الأمريكي جورج بوش حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة وذلك اثر اعتراف البيت الأبيض غير المسبوق بأن الرئيس الأمريكي أخطأ حين قال في خطاب حالة الاتحاد في يناير الماضى إن العراق حاول الحصول على يورانيوم من النيجر لإعادة بناء برنامج الأسلحة النووية.
وذكر بيان صادر عن تيري ماكلايف رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي «بعد عام من بدء حملة الخداع حول تقرير استخباري كاذب بشأن برامج العراق النووية تواصل الإدارة الأمريكية تضليل الرأي العام حول البيانات الخاطئة التي تضمنها خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي».
وكان مسئول أمريكي رفيع المستوى قد قال في بيان أعطى البيت الأبيض الاذن بصدوره فجر امس أنه «في ضوء ما نعرفه الآن الإشارة إلى محاولة حصول العراق على يورانيوم من النيجر لم يكن من الواجب تضمينها في خطاب حالة الاتحاد».
غير أن ماكلايف استغل اعتراف البيت الأبيض للقول إنه «قد تكون تلك هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يقوم فيها رئيس أمريكي عن علم بتضليل الشعب الأمريكي في خطاب حالة الاتحاد».
وقال ماكلايف الذي يعبر عن رأي الحزب الديمقراطي إنه إما أن يكون الرئيس الأمريكي قد لجأ عن علم إلى استخدام معلومات خاطئة في خطاب حالة الاتحاد أو أن كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية سمحوا له باستخدام معلومات خاطئة.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نقلت في عددها الصادر امس عن مسئول بالإدارة الأمريكية قوله إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية حصلت على معلوماتها بشأن اليورانيوم المزعوم من جهاز استخبارات لدولة أجنبية. وعلى الرغم من أن المسؤول رفض تحديد تلك الدولة إلا أن مسئولين آخريين قالوا إنها إيطاليا.
وقال مسئول الحزب الديمقراطي إن ما فعله الرئيس الأمريكي ليس مجرد خطأ أو حالة سهو، مشيرا إلى أن «ادارة بوش تواصل الخداع برفض الكشف الكامل عن الشخص المسئول في البيت الأبيض الذي كان يعرف عدم صحة تلك المعلومات فضلا عن أن الرئيس الأمريكي استخدام تلك المعلومات بغض النظر عن عدم صحتها».وجاء اعتراف الإدارة الأمريكية بالخطأ بعد صدور بيان برلماني بريطاني يثير الشكوك حول المعلومات الاستخبارية البريطانية التي استخدمها الرئيس الأمريكي لإقناع الكونجرس والشعب الأمريكي بأن ما زعم بأنه ترسانة أسلحة عراقية متقدمة تمثل تهديدا مباشرا ووشيكا للأمن القومي الأمريكي.
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد شككت في مسألة سعى العراق للحصول على اليورانيوم من النيجر غير أن تقريرا رسميا للمخابرات البريطانية تضمن تلك المزاعم مما دفع الرئيس الأمريكي إلى تبني نفس الزعم في خطاب حالة الاتحاد.
وكان كبار مساعدي الرئيس الأمريكي والمتحدث باسمه قد أكدوا مرارا خلال الأشهر السابقة دقة ما جاء في خطاب حالة الاتحاد من معلومات على الرغم من التقارير المتتالية التي شككت بقوة في مسألة محاولة العراق الحصول على اليورانيوم من النيجر.
وفي لندن نفت هيئة الإذاعة البريطانية مساء الثلاثاء انطباق المواصفات التي أوردتها وزارة الدفاع بشأن الشخص المسئول في أجهزة الاستخبارات الذي استند اليه المراسل العسكري للهيئة أندرو جليجان في التقرير المثير للجدل والذي أكد فيه ان رئاسة الوزراء طلبت تضخيم المعلومات الاستخباراتية للتلائم مع موقف الحكومة المؤيد للحرب على العراق.
وجاء نفي هيئة الإذاعة البريطانية عقب إصدار وزارة الدفاع بيانا أشارت فيه الى ان واحدا من طاقم العاملين بالوزارة التقى جليجان قبل أسبوع من بث الاخير تقريرا نقل فيه عن مصدر بأجهزة الاستخبارات قوله ان الحكومة قامت بالتلاعب في المعلومات الاستخباراتية.
وقال بيان وزارة الدفاع ان الشخص (الذي لم تكشف عن اسمه / يعمل خبيرا في مجال أسلحة الدمار الشامل ويقوم بتقديم النصح للوزراء فيما يتعلق بمجال اختصاصه وتعرف على المراسل العسكري لهيئة الإذاعة البريطانية أندرو جليجان قبل عدة شهور فقط.
وأكد البيان ان الوصف الذي أوردته وزارة الدفاع لاينطبق في العديد من الأوجه المهمة مع مصدر مراسلها العسكري أندرو جليجان موضحة ان مصدر جليجان لايعمل في وزارة الدفاع وانه على صلة بجليجان منذ عدة سنوات وليس منذ عدة أشهر فقط.
|