كغيري من ملايين المواطنين السعوديين فرحت عندما قرأت: «الفقعسي» سلم نفسه!! ومثل غيري من آلاف المواطنين عندما سألتني (بخبث) أي «نفسي» المسكينة: لماذا سلم نفسه؟! فجاء الجواب قناعة وإيماناً بقيم «الدين» و«المواطنة» في ظل نظام لم يكسب شرعيته عبر «انقلاب» أسود أو أبيض ولم يفز بحقه في الوجود والحكم عبر «انتخاب» ظاهره الحق وباطنه الباطل الصريح، إن الذي دفع هذا المجرم أو غيره من السابقين أو اللاحقين هو أن هذا النظام السعودي جزء حقيقي من نسيجنا الاجتماعي وتكويننا الثقافي، فعندما شعر هذا «الجاني» بهول «الفجوة» وعمق «الألم» الذي سببه أو تسبب به لهذا «النسيج»، حاربته كل «الخلايا الحية» والفعالة داخل هذا النسيج حتى أقرب الناس إليه، فعاش حرباً داخلية وخرج مهزوماً أمام نفسه في لحظة «صدق» وعاد منهزماً لما حاصرته «العيون» ورجمته «القلوب» فلم يجد مخرجاً، فسلم نفسه..
لكننا لا نريد أن تكون «سلم نفسه» نتيجة فقط، بل إننا نطمع إلى أن تصبح «سلم نفسه» منهج حياة وفلسفة وجود لنطرد كل «الخلايا» القاتلة أو تعود إلى داخل النسيج قناعة واحتراماً للنظام الحاكم.
هكذا هي جرائمنا - بحول الله- تنتهي إلى «سلم نفسه» رضاء وطواعية بعد أن يصل «المجرم» إلى درجة «الإيمان» العميق ب«الكفر» الواجب بالأفكار الدخيلة التي تشيعه إلى «نهايته» الحقيقية عندما يجد نفسه المحارب الوحيد لكل النفوس والقلوب المؤمنة بالله والمتمسكة بوحدتنا الوطنية، طوق نجاتنا الحقيقية في ظل المتغيرات الإقليمية وتنازع المصالح، من أجل القادمين إلى هذا الوطن من الأبناء والأحفاد، لتبقى وحدتنا الوطنية السعودية نموذجاً يحتذى في الاستقرار والأمن في هذه المنطقة المشتعلة من العالم.
|