استطاع الدكتور الأمريكي «روزنبرغ» ان يشفي الفأر من داء السرطان بواسطة معدن بلاتين إذ حقن في أجسام عدة فئران مصابة بأورام خبيثة أو بسرطان الدم سائلا لزجا مركبا من هذا المعدن النفيس.
واعترف هو ذاته أنه انما اهتدى إلى هذا العلاج من باب الصدفة والاتفاق واتفق له ذلك بينما كان ذات صباح جالسا في مختبره يمتحن مفعول الطاقة الكهربائية على بعض اجناس الجراثيم العضوية، فلاحظ أول ما لاحظ ان تلك الجراثيم كانت تتمدد كلما كانت المنافذ الكهربائية مصنوعة من أي معدن آخر.. سوى معدن بلاتين. فكلما كان يجري اختباره بواسطة منافذ كهربائية مصنوعة من هذا المعدن، كان نمو الجراثيم يتوقف فجأة، أي ان انقسام الخلايا كان يتعذر تحت عدسة المجهر، فراح الاختصاصي يتساءل عن السبب، واستنجد زملاء له فطلب منهم ان يمتحنوا معه مفعول معدن بلاتين في حالته السائلة اللزجة، على فئران مصابة بالسرطان، بما ان السرطان ليس سوى تكاثر الخلايا وانقسامها على شكل فوضوي.
نسبة الشفاء 30% من الإصابات
وكانت دهشتهم عظيمة حين عاينوا من خلال المجاهر الالكترونية ان الأورام الخبيثة اضمحلت لدى ثلاثين بالمئة من الفئران المصابة، كلما كانوا يسلطون عليها تيارا كهربائيا بواسطة منافذ البلاتين.
كما أنهم عاينوا لدى طائفة أخرى ان الأورام السرطانية كفت عن النمو من ساعتها.
ومن محاسن هذا العلاج ان معدن بلاتين لا يولد للأجسام الحية مفاعيل ثانوية على عكس سائر أنواع العلاج المانعة كأشعة «غمة» الشهيرة.
ومنذ انتشار نبأ هذا الاكتشاف أخذ جمهور الاختصاصيين يجربون انعكاسات معدن بلاتين على نسج بشرية مصابة بالسرطان ومخابرهم. وقال بعضهم أنهم يتوسمون نتائج حسنة من هذا العلاج الجديد.
وقد تطوع عدة مصابين في جامعة «ميشيغن» حيث أجريت عليهم هذه التجارب، وطلبوا من الاطباء ان يجربوا علاجهم على أبدانهم وربما أقدموا قريبا على إجراء أول اختبار على الإنسان لمعرفة مفعول معدن البلاتين على الأورام السرطانية.
أوصاف معدن البلاتين
يعتبر هذا المعدن من اشد المعادن صلابة، وهو معدن نفيس نادر وله لون أبيض أميل إلى الأغبر، ولا يذوب إلا في درجة من الحرارة قدرها 1755 مئوية، ولا يلحقه الصدأ في أية حرارة أو برودة، ويقاوم أكثر أنواع الحوامض، ويستخدمونه في صناعة المجوهرات وصناعة الأدوات الدقيقة كالساعات وما شاكلها.
ويعثرون عليه في الرمل مختلطا بمعادن أخرى، ويعتقدون ان أصل هذا الرمل «البلاتيني» إنما هو صخور قديمة جدا قد تفسخت وتفتتت حتى تحولت إلى رمل على توالي العصور الجيولوجية.
|