سارعت إسرائيل إلى انتقاد الهدنة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية. مشيرة إلى انها لا معنى لها بينما يتم انتهاكها بعد حادث وقع شمال تل ابيب، غير أن حركة الجهاد التي أعلن فرع محلي لها ببلدية جنين مسؤوليته عما حدث نفت أن يكون لها أي صلة بالحادث مشيرة إلى التزامها بالهدنة.
وفي ظل انعدام الثقة فإن إطلاق الاتهامات يصبح أمراً شائعاً غير أن دفة الظروف التي تمر بها عملية السلام تستوجب التأني قبل إطلاق الأحكام والاتهامات والتركيز على بناء الثقة في ساحة لم تعرف إلا الصراعات والنزاعات. وعلى الرغم من أن معظم الفصائل الفلسطينية المؤثرة والفاعلة اعلنت التزامها بالهدنة وأن هذه الهدنة، بدأت تكتسب قبولاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية إلا أن بعض الجهات في الساحة الفلسطينية يمكن أن تقدم على عمليات في محاولة لإجهاض الهدنة.
ومثل هذه المحاولات تتلقفها اسرائيل التي تتحين الاخطاء الفلسطينية لتبرير الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني، وفي الاحوال الراهنة فان إسرائيل تتحين أي فرصة للتحلل من التزامات الهدنة للإطاحة بكامل عملية السلام.
إن التيقن من الالتزام بالهدنة والاقتناع بالنوايا الفلسطينية يظهر في شكل سلوك عملي على الأرض، ومع ذلك فان هناك من يسعى إلى إرباك الصف الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب وجود طرف دولي ومحايد، لمراقبة الهدنة وللتنسيق بين الفلسطينيين والاسرائيليين للحفاظ على تقدم العملية السلمية.
|