الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فنحمد الله عز وجل على ما خصنا به من النعم، ومادفع عنا من النقم، لقد منَّ الله علينا في هذه البلاد، بنعمة خدمة هذا الدين، والسعي في نشره، وسلوك الوسائل الشرعية لتبليغه، جمعنا بين الأصالة والمعاصرة، فتعليم العلم في المساجد، منهاج السلف الصالحين، وجادة الأولين، وسبيل المؤمنين. بها تخرج علماؤنا، ومنها نهل صالحونا.والاستفادة من جديد التقنية، وحديث الصناعة، أمر مطلوب، وسبيل مشروع، إذا وافق تعاليم الشرع، واستغل في نشر العلم والفضيلة.
وفي تجربة جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض مثال واضح على حسن هذا التوجه، تمثل ذلك في الدورات العلمية التي تعقد في هذا الجامع كل صيف، فالدروس في الجامع، يلقيها علماء أجلاء، يلتف حولهم الشباب، فيأخذون العلم عن معينه الصافي، وينبوعه الزلال، ويأخذون السمت والوقار، والأدب والحكمة، والدعوة إلى الله على بصيرة، بعيداً عن العنف والإثارة، يعرفون الأدب مع علمائهم، وحقوق ولاتهم، ما جرفتهم تيارات فكرية، ولا أثرت عليهم توجهات مشبوهة.
وفي هذه الدورات استغلال واضح للتقنية الحديثة كنقل الدروس مباشرة عبر الإنترنت إلى كافة أنحاء العالم، ولقد دخلوا بها السجون، وخاطبوا النساء في البيوت.فحري بكل شاب أن ينخرط في سلك هذه الدورات، وأن يأخذ العلم من أهله الراسخين فيه، وأن يسأل عمّا أشكل عليه فلقد قال الله تعالى (فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).رزق الله الجميع العلم النافع، وصلى الله على نبينا محمد.
سعود بن عبدالله بن طالب
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية الفنية
|