* بيروت - فهد الغريري:
افتتح رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري مساء أمس الأول المؤتمر الدولي الثاني للمياه في الدول العربية كما قام بقص شريط المعرض المصاحب له وذلك في فندق فينيسيا انتركونتننتال بيروت، وينعقد المؤتمر تحت شعار «شراكة القطاعين العام والخاص» وتضم محاور المؤتمر مواضيع متعددة تشمل شراكة القطاعين في قطاع المياه والادوار المختلفة لمساهمة القطاع الخاص في مجال المياه وترشيد الاستهلاك واعادة استخدام المياه فيما تشمل جلسات المؤتمر عرض تجارب لعدة دول في مجالات خصخصة قطاع المياه ويهدف المؤتمر إلى بحث سبل التغلب على مشكلة نقص المياه وطرق زيادة الانتاج وتحسين اداء المرافق من خلال تعاون القطاعين العام والخاص كما يهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب بين المهنيين والمختصين في مجال خصخصة وترشيد الاستهلاك والطرق المختلفة لاعادة استخدام المياه.
حضر حفل الافتتاح عدد من الوزراء العرب والوزراء والنواب اللبنانيين والسفراء وكبار المسؤولين في لبنان والدول العربية، ثم افتتح المؤتمر بكلمة رئيس رامتان الشركة المنظمة حسين الفراج وجه فيها الشكر للحكومة والشعب اللبنانيين على دعمهم المؤتمر كما اشتملت قائمة المتحدثين على الدكتور عبدالملك آل الشيخ امين جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه والدكتور محمد الفوزان رئيس اللجنة العلمية بالمؤتمر ووزير الطاقة والمياه في لبنان أيوب حميد بالإضافة إلى كلمة رئيس الوزراء اللبناني الحريري حيث شدد الجميع في كلامهم على أهمية هذا المؤتمر بحكم كون المياه قضية اساسية وحيوية للعالم والبلدان العربية بشكل خاص.وأرجع الحريري أهمية هذا المؤتمر إلى شعاره «الشراكة بين القطاعين العام والخاص» مبررا ذلك بأن القطاع العام غير قادر على تأمين حاجة البلدان العربية للمياه وهنا تبرز الحاجة إلى القطاع الخاص وقال: «معظم الدول العربية في حالة مديونية والاستثمارات في مجال المياه تحتاج إلى مبالغ ضخمة وبالتالي ليس هناك من سبب لزيادة مديونية هذه الدول ودفع الفوائد في الوقت الذي تتكدس اموال القطاع الخاص في المصارف».
بعد ذلك قام الحريري بقص شريط المعرض المصاحب للمؤتمر الذي يضم اجنحة لعدة شركات وهيئات ذات علاقة بمجال المياه وينعقد المؤتمر بمشاركة ومؤازرة عدد من الهيئات الدولية مثل: اكساد، جامعة الدول العربية، اليونسكو،الأمم المتحدة و UNEP تلا ذلك حفل عشاء اقامه محمد ابونيان مدير عام مجموعة شركات عبدالله ابونيان للوزراء والحضور.
وقد عبر وزير الطاقة والمياه اللبناني ايوب حميد عن اعجابه بما رآه من مشاركة سعودية جاء ذلك في تصريح ل «الجزيرة» قال فيه : «بعيدا عن التزلف اعجبت بهذه النهضة الكبيرة على صعيد الصناعات في المملكة وكما علمت ان هناك صادرات من المملكة إلى دول اوروبية وامريكا اللاتينية وحتى استراليا وكندا وهذا مجال افتخار للصناعة العربية التي ستبقى طليعية في هذا المجال ان شاء الله». وحول إن كان هناك نية للتعاون مع الشركات السعودية في هذا المجال قال: «بكل ترحاب نحن دائما نرحب باخواننا للاسهام في هذه الشراكة التي نراها حيوية جدا»، وحول المشاكل التي تعانيها لبنان في مسألة المياه قال : «الموضوع هو كيف نستطيع تأمين مياه الشفا بالدرجة الاولى لأبناء الوطن اضافة إلى كيفية الاستفادة من الموارد المائية بشكل صحيح والامر الثالث كيف نوفق بين تأمين مياه الصرف الصحي وعدم تلويثها لمنابع المياه، نحن لدينا مشاكل كبيرة فيما يتعلق بتأمين المياه وخاصة في المناطق النائية ونحاول السعي لتخفيف هذه الضائقة فنحن نفتقد الطريقة المثلى للاستفادة من هذه الموارد».
كما صرح ل «الجزيرة» حسين الفراج رئيس شركة رامتان المنظمة للمؤتمر قائلا: لاول مرة يكون هناك تجمع بهذه الكثافة في موضوع متخصص وفي نفس الوقت المحاور المطروحة نتيجة اهميتها انعكست على نوعية المسؤولين الذين حضروا: وزراء من الخليج، اساتذة جامعة، جائزة الأمير سلطان التي لأول مرة تشارك خارج المملكة، بالاضافة إلى هذا العدد الكبير من رجال الاعمال المؤثرين القادرين على الاستثمار، ولحسن الحظ ان العنوان «الشراكة بين القطاعين العام والخاص» شد الناس فنحن نتكلم عن مستقبل المياه في العالم العربي في ظل الخصخصة التي تتوجه لها الكثير من الدول العربية ومن بينها المملكة بناء على تصريحات سابقة لوزير المياه. نحن كسعوديين نتشرف بهذا الحضور الذي سيثري المواضيع وسيفتح كثيراً من مجالات النقاش تنور اصحاب القرار في الحكومة وفي القطاع الخاص بأهمية هذا الموضوع وانه غير قابل للاهمال. الآن امام القطاع الخاص فرصة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي والمستديم، واحب أن اضيف افتخاري بحضور رئيس الوزراء اللبناني، فهذا الحضور مكسب بحد ذاته .
جدير بالذكر أنه سيتحدث في المؤتمر حوالي اربعين متحدثا من الدول العربية والاجنبية حيث بلغ عدد الدول المشاركة بالمؤتمر تحدثا وحضورا ومشاركة حوالي 20 دولة عربية واجنبية وستتضمن جلسات المؤتمر عقد حلقتي نقاش مفتوح حول «معوقات الخصخصة والمساهمة الفعالة للقطاع الخاص»، وحول«مؤسسات المياه في العالم العربي بين الواقع والمأمول» يتحدث خلالهما نخبة من المسؤولين والمختصين بمجال المياه في الدول العربية كما يستضيف المؤتمر عددا من المتحدثين الرسميين الذين سيلقون محاضرات عدة تتعلق بمواضيع المؤتمر وذلك من عدة دول بينها عدد من الدول المتقدمة.
|