* القريات- جريد الجريد:
ذوو الاحتياجات الخاصة اخوة لنا كانت ارادة الله عز وجل لهم ان يكونوا معاقين وهم يعيشون بيننا ويحتاجون للكثير من الرعاية والتشجيع والتأهيل ليتمكنوا من تدبر امورهم الحياتية عن طريق ذلك الدعم والتشجيع الذي يجب ان يجدوه منا..
حكومتنا الرشيدة -اعزها الله- خصت هذه الشريحة من مجتمعنا برعاية فائقة ودعم لا محدود تقديراً منها لأهمية وضرورة الوقوف بجانبهم حتى يكونوا اعضاء فاعلين بالمجتمع فالاعاقة ليست نهاية المطاف.
بل بالعكس قد تكون حافزا للإبداع وإثبات الذات متى ما وجد المعاق الدعم والرعاية والتشجيع.
وهنا في اقصى الشمال وفي «القريات» عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة اعزاء على قلوبنا نشعر تقصيرنا نحوهم بالقريات اصبحوا بين البقاء على حالهم دون تأهيل لهم أو رعاية خاصة، واما تحمل عناء الغربة والبعد عن الأهل وذلك من خلال اقرب مركز للقريات وهو الموجود في سكاكا ويبعد مسافة 400 كم، وهذا ما حدا ببعض اولياء الامور الى عدم إلحاق ابنائهم لعدم قدرتهم على السفر بين فترة واخرى للاطمئنان على ابنائهم، وكان هناك خيار قد يكون الانسب الا انه ليس متاحاً للجميع لكن لمن لديه القدرة المادية وذلك من خلال إلحاق ابنائهم في مراكز التأهيل في العاصمة الاردنية «عمان» التي تبعد عن القريات مسافة 150 كم مما يسهل عليهم الزيارة والمتابعة المستمرة لابنائهم.
حول هذه المعاناة التي يعيشها ابناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالقريات والمتمثلة في عدم وجود مركز تأهيل شامل للمعوقين، كان لنا هذه اللقاءات مع بعض أولياء أمورهم.
بداية تحدث لنا المواطن/ متروك بن مسعد الشراري فقال: لدي ابنة معاقة والحكومة - اعزها الله- لم تقصر علينا حيث يتم صرف اعانات سنوية لها الا ان المشكلة التي تؤرقني هي كيفية استفادة ابنتي من مراكز التأهيل الشامل التي لا توجد بالقريات وكون المعاقة «انثى» وحيث انني رجل كبير بالسن فمن الصعب على ادخالها الى مركز خارج القريات الذي يبعد مسافة 400كم، وهذا يشكل عائقاً امامي في صعوبة الاطمئنان عليها وزيارتها، ونحن ننتظر ان شاء الله ان تعمد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الى فتح مركز بالقريات.
بين اثنين
أما المواطن/ سليم نايل الشراري فقال: الحمد لله على ما أعطى وهذا امر الله حيث لدي ابن معاق قمت بإلحاقه بمركز التأهيل الشامل بالجوف رغم بعد المسافة والمعاناة التي اتكبدها في زيارته، وهناك ايضا لدي ابن آخر مازال مسجلاً على قائمة الانتظار لتسجيله بالمركز هنا اجد نفسي بين معاناة كبيرة متمثلة في صعوبة زيارة الابن في المركز ومن جهة رعاية الابن الموجود لدي، وهنا اتساءل لماذا لا يتم فتح مركز بالقريات خاصة ان هناك عدداً من ابناء القريات ممن هم بحاجة إلى خدمات هذه المراكز التي تخفف الكثير من معانات الاسر.
ويقول المواطن/ محمد حمد الشمري: لدي معاقاً لم اشاهده منذ سنة ونصف تقريباً حيث انه ملحق في مركز التأهيل الشامل بالجوف، ولبعد المسافة المتمثلة بين القريات وسكاكا وهي 400كم وحيث اني رجل كبير بالسن ومتقاعد يصعب عليَّ السفر باستمرار للاطمئنان عليه، ونحن على امل ان يتم فتح مركز بالقريات ليحل هذه المعاناة.
كيف أشاهده
ويضيف المواطن/ محمد حسين عثمان: كبر السن والمرض اخذا مني الكثير وكيف لي ان اقطع مسافة 400 كم لمشاهدة ابني الذي ألحقته بمركز التأهيل الشامل بالجوف ومنها لم اتمكن من زيارته ولا اعلم عنه شيئا حيث إن المسافة بين القريات وسكاكا بعيدة وهنا نأمل من ولاة الامر - اعزهم الله- وضع الحل المناسب لمعاناتنا من خلال ايجاد مركز بالقريات ليكون ابناؤنا قريبين منا ونتمكن من زيارتهم باستمرار.
أما المواطن/ معزي خلف الجوفي فيقول: ابني حرم التأهيل المخصص للمعاقين في مثل هذه المراكز لكن فضلت رعايتي له وبقاءه لدي من الحاقه بمركز الجوف الذي اعلم انني سوف أفتقد مشاهدته والاطمئنان عليه لبعد المسافة، ونحن اصبحنا بين خيارين احلاهما مر، لكن الامل بالله ثم في ولاة الامر لوضع حل لهذه المعاناة بإيجاد مركز بالقريات والذي سوف يخدم شريحة كبيرة من ابناء القريات.
ويقول المواطن/ فيصل حمدان الرويلي: ننتظر معاناتنا صعبة للغاية حيث ان لدي بنتا معاقة ولعدم وجود مركز تأهيل بالقريات، فقد حرمت من تلك البرامج المفيدة لها حيث إنني لا استطيع الحاقها بمركز بعيد عن القريات فأنا رب أسرة ولدي التزامات يومية تمنعني من زيارتها ومتابعاتها باستمرار ونحن ننتظر -ان شاء الله- أن يتم افتتاح مركز بالقريات ليستفيد منه ابناؤنا.
وتبقى الحاجة الى ايجاد مثل هذا المركز ملحة خاصة اذا علمنا ان عدد المسجلين من المعاقين والمعاقات لدى مركز التنمية الاجتماعية بالقريات حوالي «800» معاق ومعاقة يستفيدون فقط من الاعانات المادية التي تقدم لهم عن طريق مركز التنمية والعدد في ازدياد حيث إن مركز التنمية الاجتماعية بالقريات يستفيد من خدماته عدد من ابناء محافظات طريف وطبرجل والقرى المجاورة للقريات، واهم ما يؤرق الأهالي تلك الخيارات التي احلاها مر، فإما أن يبقوا ابناءهم لديهم ويقوموا هم بالرعاية، وهذا ما يفقد المعاق للكثير من المزايا التي تقدم عن طريق مراكز التأهيل الشامل أو ان يقوموا بإلحاق ابنائهم باحد هذه المراكز ويذوقوا مرارة البعد عنهم خاصة ان اقرب مركز تأهيل شامل يبعد عن القريات 400كم، اما الخيار الثالث وهو ايضا صعب على الكثيرين وهو الحاق ابنائهم بمراكز خاصة بالاردن الشقيق لقرب المسافة التي لا تتعدى مسافة 150 كم لكن هذا يحتاج لتكاليف مادية لا يقدر عليها الكثير.
وبين هذه الخيارات يبقى ذوو الاحتياجات الخاصة في معاناتهم على امل ان تحل بإيجاد خيار آخر يرتاح له الجميع متمثل في افتتاح مركز تأهيل شامل بالقريات.
| 
