* انقرة من رالف بولتون رويترز:
ادان الجيش التركي بقوة القوات الامريكية لقيامها باحتجاز كوماندوس تابعين له بشمال العراق في حادث ابرز مدى تدهور العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الاطلسي.
كما القى اعتقال 11 من ضباط القوات الخاصة التركية يوم الجمعة ثم اطلاق سراحهم بعد يومين الضوء ايضا على بواعث القلق العميقة لدى الجيش التركي بشأن دوره في العراق ومدى نفوذه في بلاده.
ولتركيا منذ التسعينات من القرن الماضي وحدات صغيرة من القوات في شمال العراق لتعقب الانفصاليين الاكراد الاتراك.
وقال حلمي اوزكوك رئيس الاركان التركي للصحفيين في انقرة «لقد تحولت الى ازمة ثقة خطيرة بين القوات المسلحة التركية والامريكية واصبحت ازمة».
واضاف ان الحادث يمس «الشرف الوطني وشرف القوات المسلحة التركية».
وابلغ رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي في ثاني محادثة هاتفية بينهما خلال يومين انه يتوقع محاسبة المسؤولين عن اعتقال الجنود الاتراك.
وقال بيان صادر عن مكتب اردوغان ان الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة في مدينة كركوك بشمال العراق للتحقيق في الحادث،وبدأت اللجنة عملها امس الثلاثاء.
وقال البيان ان اردوغان «اعرب عن اعتقاده بأن اللجنة... ستوفر الاجواء الضرورية لجعل العلاقات التركية الامريكية في المنطقة اكثر فاعلية».
وقالت مصادر دبلوماسية في الشرق الاوسط ان احد المحتجزين ضابط تركي برتبة عقيد طردته القوات الامريكية او البريطانية من العراق مرتين من قبل «لقيامه بأنشطة مريبة».
وزعمت المصادر انه توجد ادلة على ضلوع هؤلاء الجنود في مؤامرة لاغتيال حاكم كركوك المؤقت. وتنفي تركيا هذه الاتهامات.
وقال جميل جيشيك المتحدث باسم الحكومة التركية ان انقرة لا تنوي مغادرة شمال العراق.
ويسعى الجيش التركي الذي يحتفظ بقوة تتراوح بين بضعة الاف وعشرة الاف رجل للسيطرة على منطقة عازلة بعمق 20 كيلو مترا داخل العراق، كما تريد تركيا ايضا الاحتفاظ بحرية التحرك لمكافحة المتمردين الاكراد الاتراك في المنطقة الجبلية هناك.
وقال جيشيك للصحفيين «اسباب حاجة القوات التركية للاحتفاظ بوجودها هناك مازالت قائمة ومن ثم فالانسحاب غير وارد في خطتنا»
| 
