* القاهرة - مكتب الجزيرة - سناء عبد العظيم
كشفت دراسة اعدها خبراء عسكريون عرب ان هناك مجموعة من التهديدات لأمن منطقة البحر الأحمر من قبل إسرائيل واكدت الدراسة ان البحر الأحمر يحظى بأهمية خاصة في الفكر الصهيوني منذ طرح مشروع اقامة الدولة العبرية وان إسرائيل تعتبر البحر الأحمر منفذا حيويا وضعته في استراتيجيتها كجزء لا يتجزأ من امنها القومي.
وقالت الدراسة ان اهداف إسرائيل تجاه البحر الأحمر تتجسد في تأمين وزيادة المصالح الاقتصادية الإسرائيلية في البحر الأحمر وتعزيز دورها كقوة اقليمية ككسبها وضعا متميزا على الساحة الدولية وذلك من خلال توطيد علاقتها بدول منطقة البحر الأحمر مع تأمين خطوط الملاحه الإسرائيلية عبر البحر الأحمر والدول الأفريقية والاسيوية ومنع تكرار فرض الحصار به على مصالحها كما تسعى إسرائيل الى تحقيق طموحاتها في الحصول على مياه النيل والاستفادة من مصادر الطاقة الخليجية والنفاذ لأسواقها وتعزيز الدور الإسرائيلي المنفرد او في اطار التعاون الاستراتيجي بالنسبة لمستقبل الترتيبات الامنية بالشرق الاوسط وبصفة خاصة بالبحر الأحمر والخليج العربي كما تسعى اهداف إسرائيل الى تشجيع الحركات الانفصالية بالقرن الافريقي وشمال الصومال وجنوب السودان وجيبوتي في اطار استراتيجيتها بعيدة المدى الساعية لتجزئة المنطقة تحقيقا لمصالحها ومصالح حلفائها وتشجيع دول حوض النيل خاصة اثيوبيا واريتريا على تنفيذ مشروعات زراعية وتوفير مناخ بيئي وديمو جغرافي جديد في المنطقة يستغل مستقبلا في طرح قضية سياساتها الامنية تجاه المنطقة.
وتهدف كذلك الى دعم تعزيز القدرة العسكرية الذاتية لإسرائيل في البحر الأحمر وزيادة فرص الدعاوى الإسرائيلية في ضرورة تدويل باب المندب والجزر العربية المسيطرة عليه واشار التقرير الى عدد من التهديدات الامنية لأمن البحر الأحمر وفي مقدمتها انتشار الاسلحة الاستراتيجية في منطقة البحر الأحمر وخاصة امتلاك دول البحر الأحمر لأسلحة كيماوية وبيلوجية والذي يعد احد التهديدات الرئيسية للمنطقة حيث يمكن ان تقوم بعض دول المنطقة باستخدام هذه الاسلحة في حالة نشوب صراع اقليمي او محلي بها.
وعن المخاطر التي تهدد والمنطقة اوضح التقرير ان المخاطر التي يعاني منها البحر الأحمر كذلك صراعات دول القرن الافريقي حيث حفلت منطقة القرن الافريقي على مدار العقد الاخير بالعديد من التفاعلات بين الاحداث العالمية والجارية بالمنطقة والتي اسفرت محصلتها عن مجموعة من المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية ذات التأثير المباشر على امنها خلال المرحلة الانتقالية التي تجتازها في الوقت الراهن ويعاد خلالها اعادة ترتيب الاوضاع وتوزيع مراكز القوى المؤثرة بها لصالح صياغة نظم حكم جديدة ذات ارتباطات خارجية تتواءم والمتغيرات الدولية الجديدة واشار التقرير الى عدد من الدول التي تعاني من هذه الصراعات مثل اثيوبيا وجيبوتي والصومال والسودان واريتريا.
وأوصت الدراسة على ضرورة التنسيق المشترك مع كل من دول مجلس التعاون الخليجي ومنظمة الوحدة الافريقية ومنظمة المؤتر الاسلامي في المجال الأمني والاقتصادي والسياسي والثقافي لتقريب وجهات النظر تحت مظلة جامعة الدول العربية وتصفية الخلافات العربية - العربية والخلافات العربية - الافريقية لتحقيق الاستقرار والتكامل في منطقة البحر الأحمر.
وأكدت الدراسة على انه يجب على جميع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر ان تدرك بأنها في صراع مباشر مع الكيان الصهيوني في منطقة البحر الأحمر وان تعلم ان تحركات إسرائيل العسكرية ودعمها سابقا لاثيوبيا وحاليا لاريتريا تمثل جزءا من الصراع المباشر وطالبت الدراسة باستراتيجية عربية موحدة للدول المطلة على البحر الأحمر لتحقيق وتنسيق المصالح المشتركة بعيدة عن تأثير الصراعات الاقليمية عن طريق انشاء اتحاد اقليمي يضم الدول العربية المطلة على البحر الأحمر.
| 
