طالعتنا وكالات الأنباء الأسبوع الماضي بخبر مفاده أن وكالة «ناسا» الأمريكية لعلوم الفضاء قد وضعت اسم سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير ورئيس مؤسسة الفكر العربي على اسطوانة ليزر في مركبة فضاء تنطلق إلى كوكب المريخ، اعترافاً من هذه الوكالة الدولية بجهود سموه في خدمة الإنسانية: في وطنه، وخدمة أرومته والعالم. ويأتي هذا التكريم وسام شرف وفخار لا على صدر الأمير المكرم فحسب، بل هو منسوب إلى المملكة العربية السعودية كلها باعتباره ثمرة لجهود واحد من أبنائها البررة المخلصين النابهين الذين «يرفعون الرأس» بأعمالهم الجليلة المجيدة مؤكدين ان هذه الأمة لا تزال نجابة، تتواصل في حاضرها مع جهود أسلاف حملوا مشاعل النور إلى أرجاء العالم في زمن كان يعج بالظلامية..
والمتأمل في سيرة الأمير ومشوار حياته العملية يتأكد له انه واحد من المهمومين بالشأن الإنساني: إسلامياً، وعربياً وسعودياً، وعالمياً، فعلى المستوى المحلي نجده قد أبلى بلاءً حسناً في رعاية الشباب إبان اضطلاعه بمسؤولياتها في مطلع حياته العملية، وترك بصماته واضحة من خلال أمور كثيرة أعمل فيها اجتهاده، وعلى الرغم من ان عهده فيها لم يتجاوز السنوات الأربع فقد استطاع ان يقيم بمقياس الزمن والإمكانات وقتها أول استاد رياضي كما كان سموه صاحب فكرة كأس الخليج لكرة القدم.
وفي مطلع العقد الأخير من القرن الهجري الماضي، اضطلع سموه بالمسؤولية في إمارة منطقة عسير وهي آنذاك لا تزال تحبو فأسفرت جهوده المتلاحقة والمبدعة عن ترجمة واعية وأمينة لاهتمامات الدولة البالغة للنهوض بالمنطقة، واستطاع بفكره وجهده ان يزيل العوائق التي حالت طويلاً دون حركة فاعلة وأسفر الليل عن صبح وضيء حيث اكتملت حركة التنمية الشاملة لتصبح عسير الموقع الأهم على الخارطة السياحية في المملكة ودول الخليج، وقد اعتمد سموه التنمية البشرية محوراً أساسياً للمشروع التنموي الشامل، وحتى في المناطق المعزولة كما الفرشة وتهامة وقحطان وما شابهها، خرج بالإنسان فيها من حياة المجهول والعدم إلى العمل المنتظم والعائد منه لعيش كريم.
وتأتي جهود سموه في مؤسسة الملك فيصل الخيرية مؤكدة حرصه على امتداد مظلة الخير السعودية في خدمة الإنسانية، من خلال الجوائز الخمس العالمية ومركز الأبحاث، وحفظ التراث، وغير ذلك من مناشط المؤسسة التي تحظى باحترام العالم كله وتقديره، ثم جاءت مؤسسة الفكر العربي التي طرح سموه مشروعها وقام على تأسيسها وبنائها حتى أصبحت أملاً عربياً في توظيف الطاقة الفكرية والمادية العربية لخدمة وحدة الأمة وتحقيق كيان فاعل لها في العالم.
وينطلق سمو الأمير خالد الفيصل في كل أعماله من منطلق احساسه بالمسؤولية.. مسؤولية كل إنسان على وجه الأرض في تفجير ينابيع الخير لمصلحة الإنسان في كل مكان..
فهنيئاً للأمير هذا الوسام وهنيئاً لنا وللوطن.
|