(1)
** ألا أيُّها الساري إلى أرضِ حائلٍ
تمهلْ.. فخيرُ السير سيرٌ على مهلْ..
جار الله الجباري..
** هل تعرفونه..؟ وإذا كنتُم تعرفونه.. هل تذكرونه..؟.. وإذا ذكرتموه.. ألا تستعيدون «العرجي»:
* «أضاعوني.. وأيّ فتى أضاعوا....؟»
** ضاع.. أو أضعناه.. لا يهم.. لكن «جار الله» مرّ من هنا.. متوقِّداً.. يسبق عمره.. لفت نظر الجميع.. حين كان صبياً مشرقاً مُقبلاً على «الحياة»..
** يروي أحد أساتذته في معهد حائل (تصادف أنه والدُ صاحبكم) موقفه في «قاعة الاختبارات».. - حيث كانت أسئلة المعهد العلمي مركزّية لجميع السنوات الدراسية الست - فقد وزّع المراقب أسئلة صف على صف آخر.. كان «جار الله» أحد طلابه.. فنبّهه إلى «الخطأ».. وأجابه المراقب:
* عفواً.. إن البقر تشابه علينا..
** فردّ «الصبي» من فوره:
* إن البقر لا تتشابه إلا على البقر..!
** ردٌّ «متجاوزٌ».. يملكه «فقط» أمثال «جار الله» الذين شاءوا «تحطيم» «التابو» التربوي الذي يفترض «السمع» دون رفع إشارة من حاجب.. أو رايةٍ من اعتراض.. ولأنهم كانوا «كباراً» فقد تناقلوا حكاية «جار الله» بثقة من أدرك «المنطق».. وتخطّى «النطق»..
** أو لم يقل «فتانا» لسيِّدنا:
. ليست الطريق ضيِّقةً لأفسح لك..
** جرأةٌ لم يَصِمْها بقلة الأدب.. أو عدم مراعاة الأصول.. لكنهم «الكبار» يصنعون «اللغة».. فنُضيع الحروف.. ونبدل الكلمات..!
(2)
** لماذا جار الله.. اليوم.. وليس حين «تُوفِّي» قبل بضعة أشهر.. دون أن يعلم به أحد.. أو يرثيه أحد.. سوى «جار الله» الآخر الجميل.. «أبي يوسف» في أحد «المنتديات».. وفي ثقافيّة «الجزيرة».. وعبر «بضع كلمات» سطّرها وفاء «المبدع».. وبعثرها انطفاء «المتابع»..!
** لماذا.. اليوم..؟ لا إجابة.. سوى أن «الأمس» قد شهد محاولات صاحبكم إخراجه من «صمته» الاختياري.. أو من عزلته «الذاتية» لنشر نتاجه المختلف «حقيقة».. رغم أنه لا يعرفُه إلا من ذِكر «الوالد»- حفظه الله وابقاه-.. وحديث «الأصدقاء».. ولقاء عابر لم يطل أكثر من «بضع دقائق» في مكتب «الجزيرة» بالرياض..!
** غادر «جار الله»..رحمه الله.. ليسكن في ذاكرةِ «محبِّيه».. وعارفيه.. وبقيت «حائل»..!
(3)
** وذو الشوق القديم وإن تعزّى
مشوقٌ حين يلقي العاشقينا..!
* عاد الشوق كلُّه إلى مراتع «الصِّبا» بين «عفنان» و«برزان» و«مغيضة» و«سماح» و«عقده» و«لبده» و«السميراء» والمسحب وسوق الصنّاع والمحطة.. وسالم الحويل.. وسلامة العبدالله.. والطائي.. والجبلين.. وبقية الصور المبعثرة.. في ذهن «ناشئ» غادرها إلى «عنيزة» ولم يكمل عامَه «الحاديَ عشر».. وعاد إليها «بضع ساعات» بعد أكثر من ثلاثين عاماً..!
** توقف عند «منزلهم» الذي بقي طللُه.. وصوّر عند مدرسته «العزيزيّة» (الملك عبدالعزيز) - أول مدرسةٍ أنشئت في حائل -.. وتذكره مديره «.. اليعقوب».. ووكيله «صالح الحميد» ومعلمه «محمد البكر».. وبقية معلّميه (وكان معظمهم غير سعوديين).. وتمنى لو يَعرف «عناوينهم» ليطبع قبلة على «رءوسهم».. فقد بذلوا ونال.. وآن ردُّ شيءٍ من «الجميل».. في زمنٍ أضاعَ «الجمال»..!
** استعاد ذكرياته مع زملاء «الفصل» و«الحارة»: الصابر/ العتيق/ الصيخان/ الرشيد/ الأسلمي/ المستحي/ الجازع/.. وتوقفت به الذاكرة مستفهمة..
** ترى أين هم..؟ كيف هم..؟.. هل هم هم..؟!
** اختلفت الأمكنة.. والوجوه.. وبقيت حائل..!
(4)
** في «حائل 2003م» طموحٌ يسابق الزمن..وإصرارٌ يتجاوز «التحديات».. وإحساسٌ جازم من أهل حائل (والعهد بهم الشفافية والصراحة والمباشرة) أن «سعود بن عبدالمحسن» يعمل ضمن خطواتٍ «مدروسة» غير مسبوقة لتعويض «العروس» ما فاتها.. فالمدن لا تقدم.. والتطوير لا يتقادم.. و«العاشق» - دائماً - صبور.. يحتمل «الانتظار».. مهما طال..!
** تُحِسُّ في حديث «سعود بن عبدالمحسن» «واقعية» تتجه إلى «الممكن» لتأكيد «التمكن».. فلم يردِّد مع شيخنا «أبي الطيب»:
* أتى الزمانَ بنوه في شبيبته
فسرّهم.. وأتيناه على هرمِ
** وحُقَّ له.. لو شاء.. «فالموازنة» لا تكفي.. و«الفرص» لا تفي.. وقد «ذهب أهل الدُّثور بالأجور»..وهو -لو قال- معذور.. لكنه انطلق من «رؤية» أخرى تحاول «المزج» بين «الإدارة الحكومية» و«إدارة الأعمال» في «الإدارة المحلية».. وقد بدأت تؤتي أُكلها.. ولا يزالُ أمامها الكثير..! وبعض هذا ستتضمنه «المواجهة» التي سيتم نشرها مع «الأمير سعود» قريباً بحول الله..!
(5)
** في «حائل»..
* شيءٌ يناغي داخلي ، يشتهي
يزهو، يُدوِّي كالزحام الفظيعْ
فتبتدي الأشتات في أحرفي
ولادةً فرحى.. وحملاً وجيعْ..
** قلتَها يا شاعراً لم نعرفْ بعدُ أنك لم ولن تتكرر كثيراً.. فلدينا «متنبي» واحد.. و«نزار» واحد.. و«برّدوني» واحد:
* هذي الحروف الضائعات المدى
ضيّعت فيها العمر كي لا تضيع
ولست فيما جئته تاجراً
أحس ما أشري وماذا أبيع
** صدقتَ يا عبدالله.. وصدقِتنا «حائل» التي تعطي «المشاعرَ» شدوها.. والشعر شجنه.. و«المغترب» إيابه..!
(6)
** كانت «ساعات».. تجاور فيها «الحلم» و«الحقيقة».. ليرسما «ملامحَ» التطلُّع في قراءات «الغد».. وليُسطرها شباب «مكافح» يرتسم خطى أجداده في «لوحةٍ» بديعة لن يستطيع وصفها من لم يقرأْ عشق «فهد العريفي» لهذه «المهرة» الشماليّة الأبية..!
** «حائل» تسكنُ «الآماق» بصوت «ناصر السعدون» و«حمد الغصوني» و«عبدالعزيز العيادة» و«نايف السلحوب» و«فرحان الجار الله» و«محمد المصارع» و«عبدالله العجلان» و«عصمت دسوقي» و«ممدوح المشعان» الذي أرانا في مركزهم الرياضي/ الاجتماعي/ الثقافي/ الأُسْري نموذجاً لعطاءِ «الوطن» استثماراً رائداً يهمي من أجل المواطن..!
(7)
** شكراً للأمير سعود الذي تحمّل طول المواجهة بسعة أفق.. وابتسم «لمشاغبات» عمِّنا فتحي كالي «عميد المصورين الصحفيين» الذي أصرّ على «شلح النظارة» - كما هي في قاموس مفرداته - ليأخذ «لقطاته» وفق هواه.. دون أن يتردد - وقتما يشاء - في تعديل «ديكور».. أو تحديد زاوية أو اقتراح خلفية..!
** شكراً لمدير مكتب الأمير، الأستاذ عياد الضويحي.. وموظفي القصر وفي مقدمتهم الأخ سلمان الودعان.. وعذراً من أستاذنا الكبير «عاشق الهذال» الذي لن يعاتب محبّه إن شغلته «العروس» عن أن يفي بوعده لزيارةِ «مبدع مَوْقق».. فحتى «النوم» في حائل.. لم يجد له وقتاً..!
** «حائل» حكاية عشق..!
|